مشاورات الرياض.. هل يواصل الحوثيون المراوغة كما جرت العادة؟
انتهت الجولة الأولى من مشاورات الرياض مع وفد جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء منذ نحو 9 سنوات، فيما تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وسط حذر من جدية الحوثيين في الالتزام بأية مفاوضات كما جرت العادة في سنوات سابقة.
وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبدالحفيظ، قال في تصريحات لـ"الدستور"، إن الشعب اليمني ليس متفائلا بأي خطوات تقوم بها الميليشيات الحوثية لأسباب عدة؛ فهناك تاريخ من المفاوضات معها لم يفض إلى شيء، وهم تربوا وتتلمذوا على المنهج الإيراني الذي يمكن أن نشاهده في الملف النووي، والدوران حول المسألة دون حلول حقيقية.
وأضاف عبدالحفيظ: رأينا في مفاوضات الكويت وجنيف وستوكهولم وغيرها كيف أن الحوثيين أخذوا ما يريدون من هذه المفاوضات ولم يقدموا شيئا، فهم يصلون للقمة ثم يعودون للقاع مرة أخرى، وكل هذه النماذج والأساليب تجعلنا غير متفائلين كثيرا.
وأشار إلى أن الأسباب التي دفعت الحوثيين للمشاركة في مفاوضا تالرياض معروفة، وأهمها أنهم يمرون بضائقة كبيرة جدا، وهناك غليان شعبي في مناطق سيطرتهم بسبب تأخر صرف الرواتب.
وتابع بقوله: يريدون الحصول على رواتب الموظفين من أموال النفط اليمني، وهذا ما طرحوه أمام سلطات المملكة العربية السعودية، والحكومة الشرعية قالت في وقت سابق إنها لا تمانع، لكن بشرط توريد كل المداخيل إلى البنك المركزي اليمني، وصرف الرواتب للموظفين قبل الانقلاب، وليس رجال الميليشيات الذين زرعتهم في الوظائف العليا.
تاريخ من المراوغة
ونوه عبدالحفيظ، بأن الحوثيين يريدون التوسع في رفع الحظر عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء، ومن المعروف أنهم يستخدمون الأمر في تهريب النفط واستيراد الأسلحة، بما يغذي سيطرتهم على الأمور، والتوسع في الرحلات التجارية، وفي المقابل سيراوغون في فتح الطرقات.
وأكد أنه لا سبيل إلى السلام في اليمن إلا عبر المرجعيات المتفق عليها، لافتا إلى أن الحوثيين لن يقبلو تسليم السلاح والتحول إلى جماعة سياسية، لأنهم سيتحولون إلى جماعة هامشية لا تتمتع بأي شعبية.
واواصل قائلا: تفاقمت حالة المجاعة والفقر في مناطق سيطرة الميليشيات، لهذا يريدون دعم العمل الإنساني (عبرهم) لتحسين صورتهم أمام المواطنين في هذه المناطق.
واختتم تصريحاته بالقول: خارج إطار السلام سنظل في دائرة مفرغة تطرد أي تفاؤل في المفاوضات مع هذه الجماعة، لأنها لن تخضع إلا في حالة انكسار عسكري يهدد كيانهم، أو ضغط دولي حقيقي تشعر معه أنها جماعة إرهابية محاربة من كل الأطراف الدولية.
مفاوضات جدية
وكان عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي في اليمن علي القحوم، قال إن المفاوضات مع السعودية اتسمت بالجدية والإيجابية في أول موقف رسمي منذ زيارة وفد صنعاء إلى الرياض وعودته مع وفد الوساطة التابع لسلطنة عمان.
وأوضح القحوم أن وفد صنعاء عاد لإطلاع القيادة على نتائج المفاوضات على أنه سيكون هناك جولة جديدة من المفاوضات. مضيفا: المفاوضات اتسمت بالجدية والإيجابية والتفاؤل في تجاوز التعثر والعقد في الملفات الإنسانية وصرف المرتبات والمعالجات الإنسانية ذات الأولوية.
وكشفت وكالة رويترز عن تقدم في المفاوضات بين السعودية ووفد صنعاء الذي عاد الثلاثاء إلى صنعاء بصحبة وفد الوساطة التابع لسلطنة عمان بعد خمسة أيام قضوها في العاصمة السعودية.
وقالت الوكالة نقلا عن مصادر، إن بعض التقدم أٌحرز بشأن النقاط الشائكة الرئيسية، بما في ذلك الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد وآلية دفع أجور الموظفين العموميين.
وأضافت مصادر الوكالة أن الجانبين سيجتمعان لإجراء مزيد من المحادثات بعد مشاورات قريبا.