علماء بالأزهر: الرحمة صفة من صفات الله ومن أهم ركائز المجتمع المسلم
عُقدت فعاليات اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي الدعوي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، بعنوان "الرحمة في الشريعة المحمدية"، في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف.
الرحمة صفة من صفات الله امتن بها على عباده وتفضل بها سائر المخلوقات
وفي كلمته، قدم الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الشكر للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على هذه المجالس المباركة وإحياء هذه السنن النبوية الشريفة وإعمار المساجد لبناء الوعي.
وقال النجار، إن الرحمة فضيلة محمودة، وصفة من صفات الخالق (سبحانه) وصف بها نفسه وتفضل بها على عباده، وامتن بها على خلقه، والرحمة الواسعة هي رحمة الله رب العالمين، فقد شملت جميع الكائنات، وعمت كل الموجودات، فما من كائن إلا وهو يتفيأ ظلالها، وما من كائن إلا وهو يغرف من فيضها قال (سبحانه) "وَرَحْمَتِيْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ"، وقال (سبحانه): “وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ”.
وتابع: “كما بين أن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم من الأحكام والمبادئ، والأخلاق ما ينفعهم في دنياهم، وفي أخراهم، فامتثال أوامره سبيل إلى رحمته، واجتناب نواهيه سبيل إلى رحمته، والوقوف عند حدوده سبيل إلى رحمته، مختتما حديثه بأن الرحمة والتراحم بين الخلق يعني التآزر، والتعاطف، والتعاون، وبذل الخير والمعروف، والإحسان لمن هو في حاجة إليه”.
الرحمة ركيزة من أهم الركائز التي يقوم عليها المجتمع المسلم بجميع أفراده
وفي كلمته، أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، أن الرحمة من صفات الله (عز وجل) يتضمنها اسمه الرحمان، الرحيم فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما قال (سبحانه): "إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، وقال (سبحانه): "كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ"، ونبينا (صلى الله وسلم) نبي الرحمة ورسالته جاءت رحمة للعالمين قال (سبحانه): “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”.
كما بين الدكتور هاني تمام، أن واجب المسلم أن يتحلى بخلق الرحمة، وأن يتعامل بها مع جميع الخلق حتى ينال رحمة الله (عز وجل ) قال (صلى الله عليه وسلم): "الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ"، موضحًا أن من يتعامل بالرحمة مع إنسان، أو حيوان أو طير شفقة، ورحمة، ومواساة، يرحمهم الرحمن برحمته التي وسعت كل شيء، فيتفضل عليهم بعفوه، وغفرانه، وبره وإحسانه؛ جزاء وفاقا.
وأضاف، أن الشرع الحنيف أمرنا أن نتعامل بالرحمة، وجعل عقوبة لمن يتعامل بالقسوة حتى مع الحيوان ففي الحديث: "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها وسَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ"، مختتمًا حديثه بأن الرحمة ركيزة من أهم الركائز التي يقوم عليها المجتمع المسلم بجميع أفراده، يستشعرون من خلالها معنى الوحدة والألفة، فيصيرون كالجسد الواحد، إذا اشتكى أحد أعضائه، تألم لألمه الجميع.