"فاينانشال تايمز": من السابق لأوانه ربط العاصفة دانيال بشكل قاطع بتغير المناخ
قال بعض الأكاديميين الغربيين، إنه من السابق لأوانه ربط العاصفة دانيال التي دمرت مدن الشرق بشكل قاطع بتغير المناخ، على الرغم من أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من احتمال وقوع أحداث مناخية متطرفة، حسبما أوردت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، اليوم السبت.
وقالت الأكاديمية ليزي كيندون من جامعة بريستول البريطانية: "يجب أن نتوقع وقوع أحداث متطرفة غير مسبوقة في سجل المراقبة".
وأضافت: "لأن العاصفة دانيال توضح نوع الفيضانات المدمرة التي قد نتوقعها بشكل متزايد في المستقبل، ولكن مثل هذه الأحداث يمكن أن تحدث فقط بسبب التقلبات الطبيعية للمناخ، كما حدث في الماضي".
وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية فاينانشال تايمز، الذي حمل عنوان "الرسم المناخي للأسبوع: فيضانات كارثية في ليبيا يغذيها ارتفاع درجة حرارة المحيطات"، يقول علماء، إن الفيضانات الكارثية في ليبيا نتجت عن إعصار "ميديكاين"، وهو إعصار شديد له خصائص تشبه الإعصار يمكن أن يمتد فوق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأيوني وساحل شمال إفريقيا.
وتسببت العاصفة دانيال، التي أودت بحياة الآلاف هذا الأسبوع عندما ضربت ليبيا بعد أن ضربت أجزاء من اليونان وبلغاريا وتركيا، في انهيار السدود في مدينة درنة الساحلية.
ظاهرة قد تحدث 3 مرات بالسنة
ويقول الخبراء، إن ظواهر "ميديكاين" نادرة نسبيًا، إذ تحدث مرة إلى ثلاث مرات في السنة، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى فيضانات مدمرة وعواصف ورياح قوية.
وترتفع درجات الحرارة في شرق المحيط الأطلسي وشرق البحر الأبيض المتوسط بمقدار 2-3 درجات مئوية عن المعتاد، مما يؤدي إلى عواصف مصحوبة بهطول أمطار غزيرة بشكل خاص.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قالت في وقت سابق، إن درجات حرارة سطح البحر قبالة سواحل ليبيا كانت أعلى من 27.5 درجة مئوية، مما يزيد من خطر العواصف.
وقالت أيضًا: "إنه كان من الممكن تجنب سقوط العديد من الضحايا لو كان لدى ليبيا خدمة أفضل للأرصاد الجوية توفر المعلومات والتحذيرات".
في السياق، قال كارستن هاوستين، عالم المناخ والأرصاد الجوية في جامعة لايبزيغ الألمانية: "المياه الدافئة لا تغذي تلك العواصف من حيث كثافة هطول الأمطار فحسب، بل تجعلها أيضًا أكثر شراسة".