للأسبوع الثالث على التوالي.. القافلة الدعوية لشمال سيناء تواصل رسالتها
انطلقت ثالث القوافل الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء المصرية لتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل بإدارات أوقاف الماسورة، والشيخ زويد، وشرق العريش، وغرب العريش بمحافظة شمال سيناء بمحافظة شمال سيناء، وذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وبرعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية.
وشملت القافلة الدعوية ندوة بمركز شباب العريش، وعقد لقاءات موسعة مع الشباب، وأداء أعضاء القافلة خطبة الجمعة، حول موضوع: "حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله"، بمساجد إدارات أوقاف الماسورة، والشيخ زويد، وشرق العريش، وغرب العريش، وتم عقد مجالس إفتاء، ومقارئ قرآنية للجمهور، تأتي هذه القافلة بمشاركة ( خمسة عشر عالماً): خمسة من الأزهر الشريف، وثمانية من وزارة الأوقاف واثنان من دار الإفتاء المصرية.
ضرب النبي (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) المثل الأعلى في وفاء الرجل لزوجته
وقد أكد الجميع على أن الله (عز وجل) قد أرسل نبينا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين، ومتمما لمكارم الأخلاق، فكان صلوات ربي وسلامه عليه أحسن الناس خلقا، وأطيبهم نفسا، وأطهرهم قلبا، وأكرمهم عشرة، حيث يقول الحق سبحانه لنبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم): "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" ، ويقول سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، وتقول السيدة خديجة (رضي الله عنها) واصفةً جانبا من مكارم أخلاقه (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"، ومع شمول طيب أخلاق نبينا (صلى الله عليه وسلم) وحسن عشرته كل من تعامل معه إلا أن أهله (رضي الله عنهم) كان لهم من ذلك النصيب الأوفر والحظ الأعظم، فهو القائل (صلى الله عليه وسلم): "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ بِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي".
وأوضح أعضاء القافلة، أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كان نعم الزوج، فكان في مهنة أهله، يساعدهم ويعاونهم، وكان من حسن خلقه وطيب عشرته (صلى الله عليه وسلم) - كما ثبت في كتب السنة - أن يضع لزوجه صفية (رضي الله عنها) ركبته إذا أرادت أن تركب بعيرها، فتضع رجلها على ركبته حتى تركب ويمسح (صلى الله عليه وسلم) بيديه الشريفتين عينها من أثر البكاء، حبا لها وإكراما كما كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يشاور أزواجه، ومن ذلك مشاورته أم سلمة (رضي الله عنها) في صلح الحديبية، فأشارت عليه (رضي الله عنها) أن يخرج فينحر بدله، ويحلق شعره، وأن الصحابة رضي الله عنهم سيتبعونه إذا فعل، وقد كان ما أشارت به (رضي الله عنها).
وتابعوا: ومن ذلك ويضرب النبي (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) المثل الأعلى في وفاء الرجل لزوجته، حيث إن عجوزا كانت تزوره (صلى الله عليه وسلم فيقوم لها ويكرم وفادتها، فلما سألته السيدة عائشة عن سر إكرامه لها، قال (صلى الله عليه وسلم): “إنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا عَلَى عَهْدِ خَدِيجَة وَإِن حُسْنَ العَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ”.
نبينا (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) نعم الجد مع أحفاده
وأوضح أعضاء القافلة الدعوية، أن نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كان أبا عطوفا شفوقا، فكان إذا دخلت عليه ابنته فاطمة (رضي الله عنها) يقوم لها، ويقبلها بين عينيها، ويجلسها عن يمينه وربما بسط لها ثوبه، بل ويخصها ببعض أسراره ثقة فيها، وإعلانا لمحبته لها، وتدمع عيناه (صلى الله عليه وسلم) عند وفاة ابنه إبراهيم رأفة منه ورحمة لولده، وقلبه ممتلئ بالرضا، قائلا: "إِنَّ العَيْنَ لَتَدْمَعُ، وَإِنْ القلب لَيَحْزَنُ، وَلَا تَقُولُ إِنَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَإِنَّا لِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ"، كما كان نبينا (صلوات ربي وسلامه عليه) نعم الجد مع أحفاده فها هو صلى الله عليه وسلم) يسجد يوما ويطيل السجود حتى قال الناس يا رسول الله، إنك سجدت سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر ، أو أنه يوحى إليك فقال (صلى الله عليه وسلم): "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِن ابْنِي الْحَسَن ارتحلني - ركب على ظهري - فَكَرِهْتُ أَنْ أَعْجَلَهُ حَتَّى يَقْضِي حَاجَتَهُ"، وعندما كان (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يخطب على المنبر إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَان ويعثران ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنَ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ... نَظَرْتُ إِلَى هَدَيْنِ الصَّبِيِّينَ يَمْشِيَانِ وَيَعتَرَانِ فَلَمْ أَصْبَرُ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثي وَرَفَعَتُهُمَا.
وتابع أعضاء القافلة الدعوية: كان من هديه (صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) حسن العشرة مع من يساعده في بيته وخدمه يقول سيدنا أنس بن مالك (رضي الله عنه): "خدمت رسول اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم) عشر سنين، فما قال لي: أف- قطط، وما قال لي لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لم ترکته؟ فما أحوجنا إلى التأسي بأخلاق نبينا (صلى الله عليه وسلم)، فقد كانت حياته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بحق أعظم حياة عرفتها الإنسانية تؤسس لبناء أسرة سوية مستقرة بها يرقى المجتمع وتستقيم الحياة.