عزالدين عقيل عن أزمة ليبيا: "الدعم المصرى كان واضحًا"
قال عزالدين عقيل، المحلل السياسي الليبي، إن هناك مطالب بمحاسبة المقصرين عقب وقوع عشرات الآلاف من القتلى جراء الإعصار الذي ضرب ليبيا الأسبوع الماضي.
وأضاف "عقيل" في تصريحات لـ"الدستور" أن أول من يجب محاسبته هي الأمم المتحدة التي منحت تفويضًا للدول الإمبريالية لتدمير ليبيا منذ عام 2011، لأن كل ما تعانيه ليبيا اليوم هو بسبب قرارات الأمم المتحدة وحلف الناتو تحت اسم "فجر الأوديسا".
هذا الواقع الأليم هو الذي أغرق البلاد في العنف والانقسام والفوضى والتعدد المؤسسي، وهو الذي جعل القرار مفككًا، بالإضافة إلى ذلك، منذ عام 2011 حتى الآن، ربطت الأمم المتحدة ليبيا بحكومات انتقالية ضعيفة بسبب التدخلات الأجنبية المستمرة.
وفي نفس الوقت، ليس في اختصاص تلك الحكومات الانتقالية أن تقوم بالاستراتيجية والتنمية العميقة والأعمال التي ترتقي لتجديد وتطوير السدود.
الدور المصري في عمليات الإنقاذ مهم وكبير جدًا
وحول الدور المصري، قال: الدعم المصري كان واضحًا وكبيرًا، واستعرض الرئيس عبدالفتاح السيسي القوات والإمكانيات التي كانت موجهة تجاه ليبيا، متابعًا: "كنا نتمنى أن يحدث تعاون قبل وقوع الكارثة، وأن تجمع مصر الحكومتين للتعرف على مدى استعدادهما لمواجهة تلك الكارثة، خاصة أن مصر لديها إمكانيات وقوات على مستوى عالٍ، وكان يجب على هيئة السلامة الليبية أن توصل المعلومات وكافة الأوضاع لنظيرتها المصرية حتى تتدخل وتخرج التحذيرات والتعليمات اللازمة قبل وقوع الإعصار".
وأشار عقيل إلى أنه كان هناك اتفاق عام 2007 مع شركة تركية متخصصة في بناء السدود، وحدث بعض التعثر واستلمت الشركة العمل رسميا عام 2010 لتجديد سدود درنة وإنشاء رابط وسند خرساني مدفون بمواصفات خاصة حتى يتبادل السدان القوة مهما كانت الضغوط المائية، ولكن جاء ما فعلته الأمم المتحدة عام 2011 ودمر كل شيء وعادت الشركة إلى تركيا، ومنذ ذلك الوقت لم تأتِ حكومة جدية لتقوم بالعودة لهذه المشاريع الكبيرة، وبالتالي المجرم هو الأمم المتحدة وها هي تترك الليبيين اليوم، ممزقين وتصدر بيانات فقط، أقل ما يمكن توصيفه به هو أنها بيانات نفاق لا ترتقي بمستوى الحدث.
وتابع عقيل: "الوضع الذي قامت به الأمم المتحدة من تدمير الدولة الليبية عام 2011 هو الذي أنشأ حكومتين بتدخلات أجنبية، هذا الانقسام الحكومي اليوم صنعته ستيفاني ويليامز قبل أن تغادر، كنا قد تخلصنا منه عند انتخاب الدبيبة، ثم عادوا على تحريض البرلمان على إنشاء حكومة، وأعادوا ليبيا من جديد وحرضوا على أن تكون هناك حكومة ثانية"، مشيرًا إلى أن وضع الحكومتين هو الذي صنع الكارثة، مؤكدًا على البيانات والتوقعات التي تشير إلى أن هناك إعصارًا كارثيًا قد يضرب ليبيا، خاصة أنه حدث في دول أخرى من قبل.
وكان من المفترض أن تجتمع الحكومة على أعلى مستوى، لكن للأسف حكومة الدبيبة اعتقدت أنها إذا اتجهت لخطوات شرق البلاد ستقوم حكومة أسامة حماد بمنعها، وفي نفس الوقت اعتقدت حكومة حماد أن حكومة الدبيبة هي التي تحمي الناس وتقوم بتوفير ما يلزم، لأنها هي الحكومة التي تملك الموارد وتسيطر على البنك المركزي.
وأشار عقيل إلى أن هذه الافتراضات في عقول الحكومتين طبيعية، ولذلك، بسبب هذا التوازي الذي سببته الأمم المتحدة والأوديسا في اليوم الذي أسقطوا فيه الدولة الليبية، كان من الطبيعي أن يهمل الناس، كان من الطبيعي ألا تؤخذ القرارات، كان من الطبيعي ألا نشهد اجتماعات على مستوى عالٍ، ولذلك، المجرم الحقيقي الذي يجب أن يحاسب هو الأمم المتحدة وليس اللوم على الحكومات الانتقالية التي ليس من اختصاصاتها أن تقوم بخطوات استراتيجية خاصة على البنية التحتية ومشروع السد، وخاصةً أن بسبب الأمم المتحدة منذ 2011، تسيطر على درنة جماعات إرهابية، والوصول إلى درنة نفسها قبل عام 2018، عندما انتهى الجيش من عملياته العسكرية وأنقذ درنة حتى وقت متأخر، كان من المستحيل الوصول إلى درنة بسبب الدولة الفاشلة التي صنعتها الأمم المتحدة، كل ما حدث تتحمل نتائجه أطراف أجنبية وليست الأطراف الليبية.