مسئول بمكتبة الإسكندرية: الأوقاف نجحت في بث رسالة الإسلام عبر الفضاء الإلكتروني
استمرت اليوم الخميس، فعاليات معسكر أبو بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية، بمشاركة 50 طالبة من الوافدات الدارسات بالأزهر الشريف من جنسيات مختلفة، والمسجلات على منحة المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة.
وخلال فعاليات اليوم، ألقى الدكتور مدحت عيسى، مدير عام تحقيق المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، محاضرة بعنوان (كيف نتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي من منظور الأخلاق الإسلامية)، كما ألقى الدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، محاضرة بعنوان (أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني).
وتأتي فعاليات معسكر أبو بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية، في إطار الدور الريادي العالمي لجمهورية مصر العربية في نشر الفكر الوسطي المستنير في مختلف دول العالم، وحرصها على رعاية الطلاب الوافدين الباحثين عن صحيح العلم الشرعي والفكر الوسطي من الدارسين بالأزهر الشريف، وفي إطار البرامج التدريبية والتثقيفية المتنوعة والمتميزة التي يقدمها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية للطلاب والطالبات الدارسين والدارسات بالأزهر الشريف من مختلف دول العالم.
الأوقاف تشهد طفرة عظيمة في تقديم الدعوة
وخلال المحاضرة، أكد الدكتور مدحت عيسى، أن الأخلاق موغلة في القدم، وأنه لا مهرب ولا سبيل إلى الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، مما يقتضي ضرورة الربط بين عقيدتنا وأخلاقنا ووسائل التواصل الاجتماعي، بأن نجعلها وسيلة للوصول إلى المعلومات السليمة والصحيحة وتحويلها إلى منصات للعلم ونشر القيم الفاضلة.
وأضاف: نحن في حاجة ماسة إلى الإلمام بتكنولوجيا العصر الحديث بما يلائم التغيرات السريعة في طرق النشر والمعرفة، فقد أصبح على عاتقهن رسالة عظيمة تتضمن نشر الوعي الفكري والديني عبر منصات التواصل الاجتماعي حتى يقطعن الطريق على جماعات التطرف والاستقطاب الفكري.
وأشار إلى ان وزارة الأوقاف نجحت بامتياز في بث رسالة الإسلام السمحة عبر الفضاء الإلكتروني من خلال 36 صفحة وموقعًا وقناة على مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني، إضافة إلى برامج التحفيظ عن بعد داخل مصر وخارجها.
وأضاف “عيسى” أن حسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعود بنجاح كبير في استغلال الوقت استغلالا نافعا، وتحقيق تأثير إيجابي على المجتمع، مما يجعلها نافعة وإيجابية، مع ضرورة تجنب القضايا التي لا طائل من دراستها أو مناقشتها لتحقيق أعلى فائدة للقارئ أو المتابع، مؤكدا على ضرورة التثبت وعدم مشاركة الأخبار قبل الاستيثاق من صحتها لأن مشاركة الأخبار الكاذبة والشائعات مشاركة لصاحبها في الإثم وتضليل للرأي العام وللمجتمع.
أخلاقيات التعامل مع الفضاء الالكتروني تدور حول احترام الخصوصية
وخلال كلمته، أكد الدكتور محمد عزت محمد، على ضرورة احترام أخلاقيات التعامل مع الفضاء الالكتروني والتي تدور حول احترام الخصوصية، وأن من أهم الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصدق يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :"إنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البِرِّ وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ وإنَّ الرَّجلَ ليصدقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللَّهِ صدِّيقًا وإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا"، ويقول (صلى الله عليه وسلم) :"الدِّينُ حُسنُ المعاملةِ، أو الدِّينُ المعاملةُ".
وأوضح “عزت” أن أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني أو مع وسائل التواصل الاجتماعي هي ذات الأخلاقيات التي تميز المسلم وهي الأخلاق التي ترافق المسلم في حله وترحاله وفي كل شأنه، وفي كل تعاملاته سواء مكتوبة أو مسموعة أو مرئية، ويجب على كل إنسان أن يحسن النية مع استخدام هذه الوسائل ثم المصداقية في كل ما يكتب وينشر، وأن نجتهد في نقل الصورة الصحيحة للإسلام من خلال هذه الوسائل.
وأضاف الدكتور محمد عزت، أن علينا أن لا نترك الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لكل من تسول له نفسه الفساد وبث الأفكار الهدامة، وأننا إن تخلينا عن دورنا تمكن المفسدون في الأرض من شغل هذا الفضاء بما يفسد على الناس أمر دينهم ودنياهم، وأن السبيل لمواجهة هذه السلبيات هو التثبت من المعلومات المقروءة أو المسموعة قبل نشرها، مع مواصلة التدريب الجاد للقيام بمهمة الدعوة على أكمل وجه عبر الفضاء الإلكتروني.