في عيد الصليب.. الكنيسة اللاتينية: ترجع المناسبة لعصر الإمبراطور فسطنطين البار
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم الخميس، بذكرى عيد رفع الصليب المقدّس.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
المسيح هو اليوم على الصليب ونحن في عيد، كي تعرفوا أنّ الصليب هو عيد واحتفال روحيّ. في الماضي كان الصليبُ رمزًا للعقاب، أمّا اليوم فهو رمزُ الشرف. في الماضي كان رمزًا للإدانة، أمّا اليوم فهو مبدأ الخلاص لأنّه مصدر خيرات لا محدودة: لقد نجّانا من الخطيئة، وأنارَنا في الظلمات، وصالَحَنا مع الله. فبعد أن أصبَحنا أعداءَ له وغرباء بعيدين عنه، أعادَ الصليب ربط أواصر صداقَتِنا به، وقرَّبَنا إليه من جديد. فالصليب دمار للكراهية، وضمانة للسلام، وكنز من آلاف الخيرات.
بفضل الصليب لم نَعدْ تائهين في الصحراء لأنّنا نعرف الطريق الحقّ. لم نَعدْ نقيمُ خارج القصر الملكيّ لأنّنا وجَدْنا الباب. لم نَعدْ نخافُ أسلحة الشيطان المُستَعِرة لأنّنا عثَرْنا على نبع الحياة. بفضل الصليب لم نَعدْ أرامل لأنّنا وجَدْنا العريس. ولا نخاف الذئاب لأنّ لدينا الرّاعي الصالح. بفضل الصليب لم نَعدْ نخشى الغاصِب لأنّنا نمكثُ إلى جانب الملك.
لذلك، عندما نحتفلُ بذكرى الصليب، نكون في عيد. وقد دعانا القدّيس بولس الرسول بنفسه إلى هذا العيد تكريمًا منّا للصليب: "فَلنُعيِّد إذًا، لا بِالخَميرةِ القديمةِ ولا بِخَميرةِ الخُبْثِ والفَساد، بل بِفَطيرِ الصفاءِ والحقّ" وقد أعطى التبرير لهذا الاحتفال بقوله: "قد ذُبِحَ حملُ فِصحِنا، وهو المسيح".
النشرة التعريفية بالعيد
وقالت الكنيسة في نشرتها التعريفية عن العيد: “هو من اكبر الاعياد في الشرق. له تذكارات متعددة ترمز كلها الى انتصار السيد المسيح بقيامته والى تكريم الصليب المقدس علامة انتصار المسيح”.
التذكار الأول هو تدشين كنيسة القيامة في القدس في 13 سبتمبر سنة 335. شاد الملك قسطنطين كنيسة فخمة فوق قبر المسيح تشبه كنيسة بيت لحم التي لا تزال قائمة. كانت كنيسة القيامة تقسم الى خمسة اسواق وفي داخلها بناء بشكل دائرة تعلوه قبة فوق قبر المخلص. تم التدشين في 13 سبتمبر ليحلّ مكان عيد وثني كان تدشين هيكل جوبيتر في روما. التذكار الثاني هو اعادة عود الصليب الى القدس على يد الملك هرقل. كانت خشبة الصليب محفوظة في كنيسة القيامة حتى 14 ايار 614، حيث دخل الفرس القدس واحرقوا الكنيسة واخذوا عود الصليب. وبعد انتصار الملك هرقل سنة 628 أرجَعَ الصليب بتكريم حافل الى المدينة وكان ذلك في 14 سبتمبر.
ويذكر أن الامبراطور نفسه ارتدى ثيابه الملكية وحمل الصليب ومشى في شوارع القدس فأوقفه البطريرك وطلب إليه أن يخلع الثياب الباهرة ويتشبه بالمسيح المُهان، فقبل الامبراطور وترك ثيابه الملوكية ومشى حافي القدمين، وواكبته جموع المؤمنين تسجد للصليب المكرّم. ولا تزال الكنيسة تحتفل في هذا اليوم برتبة "زياح الصليب المقدس" أي السجود للصليب رمز انتصار المسيح في قيامته. يرمز هذا العيد، وهو الواقع في المرحلة الأخيرة من السنة الطقسية، الى مجيء المسيح الثاني حاملاً صليب النور والظفر.