بديل طريق الحرير.. هل ينافس المشروع الأمريكى نظيره الصينى فى الشرق الأوسط؟
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاؤه مطلع الأسبوع الحالي عن خطط مشروع أمريكي لبناء الممر الاقتصادي للسكك الحديدية والشحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، وهو مشروع طموح يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والتعاون السياسي، خلال ختام قمة مجموعة العشرين، ويرى مراقبون أن المشروع الأمريكي هو محاولة لمنافسة مشروع طريق الحرير الصيني في الشرق الأوسط.
وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أنه من شأن هذا الممر أن يساعد في تعزيز التجارة، وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي، وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، إن ذلك سيشمل الهند والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.
وقال سوليفان إن الشبكة تعكس رؤية بايدن "لاستثمارات بعيدة المدى" تأتي من "القيادة الأمريكية الفعالة"، والاستعداد لاحتضان الدول الأخرى كشركاء، مضيفًا أن البنية التحتية المحسنة ستعزز النمو الاقتصادي وتساعد على جمع دول الشرق الأوسط معًا وترسيخ تلك المنطقة كمركز للنشاط الاقتصادي، بدلًا من أن تكون "مصدرًا للتحدي أو الصراع أو الأزمة" كما كانت في التاريخ الحديث.
وشارك في الإعلان رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وزعماء آخرون من جميع أنحاء العالم.
منافسة للمشروع الصيني في الشرق الأوسط
وأكدت الوكالة الأمريكية أنه من شأن ممر السكك الحديدية والشحن أن يساعد في ربط مساحة واسعة من العالم ماديًا، وتحسين الاتصال الرقمي، وتمكين المزيد من التجارة بين البلدان، بما في ذلك منتجات الطاقة مثل الهيدروجين، وعلى الرغم من أن مسئولي البيت الأبيض لم يحددوا جدولًا زمنيًا لاستكماله، إلا أن الممر سيوفر بديلًا ماديًا وأيديولوجيًا لبرنامج البنية التحتية، الذي أعدته الصين وهو مشروع طريق الحرير.
وتابعت أن البيت الأبيض لم يقدم أي تفاصيل عن تكلفة المشروع أو تمويله، على الرغم من أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ذكر رقم 20 مليار دولار خلال الإعلان، ولم يكن من الواضح ما إذا كان هذا المبلغ ينطبق فقط على الالتزام السعودي، وبعد الإعلان، استقبل بايدن ولي العهد السعودي بمصافحة حارة، وهو تبادل أكثر ودية مما كان عليه عندما التقيا آخر مرة، في جدة، المملكة العربية السعودية، قبل ما يزيد قليلًا عن عام.
ووصفت فون دير لاين المشروع بأنه "جسر أخضر ورقمي عبر القارات والحضارات"، مضيفة أنه يحتوي على كابلات لنقل الكهرباء والبيانات.
وأعلنت أيضًا عن "ممر عبر إفريقيا" يربط ميناء لوبيتو الأنجولي بالمناطق غير الساحلية في القارة، وهي مقاطعة كانانغا في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومناطق تعدين النحاس في زامبيا.
بينما أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه من شأن هذه المبادرة الأمريكية أيضًا أن توفر ثقلًا موازنًا لممر البنية التحتية الضخم في الصين، مشروع الحزام والطريق، الذي يمتد حاليًا عبر آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقد أعطى الصين نفوذًا كبيرًا على البلدان التي تعاني من اقتصادات متعثرة.