فى ظل مخاوف دولية.. رسائل ودلالات زيارة زعيم كوريا الشمالية لروسيا
تتصاعد المخاوف من دخول كوريا الشمالية على خط الأزمة الأوكرانية بعدما توطدت العلاقات بين الزعيم كيم جونغ أون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترددت أنباء حول زيارة يجريها الأول إلى روسيا، من أجل إجراء مناقشات حول صفقة محتملة لتزويد موسكو بالأسلحة اللازمة لحربها على أوكرانيا.
ووفقًا لمراقبين، قد تؤدي العلاقات الروسية - الكورية الشمالية إلى تصعيد الموقف بينهما من ناحية، مع الغرب من ناحية أخرى، لا سيما بعد تحذير مجلس الأمن القومي الأمريكي، أمس الأول من أن مفاوضات الأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية "تتقدم بنشاط".
مشاركة دبلوماسية بين روسيا وكوريا الشمالية
وقال المتحدث باسم المجلس أدريان واتسون في بيان: "لدينا معلومات تفيد بأن كيم جونغ أون يتوقع استمرار هذه المناقشات لتشمل مشاركة دبلوماسية على مستوى القادة في روسيا".
الرئيس الكورى الشمالى يفتتح اجتماعًا عن الزراعة وسط قلق من نقص الغذاء
لم يذكر واتسون متى وأين قد يعقد اجتماع محتمل بين كيم وبوتين في روسيا، لكن جهاز المخابرات الوطنية في كوريا الجنوبية قال، الثلاثاء، إنه "يراقب عن كثب، احتمال زيارة كيم جونغ أون لروسيا قريبًا".
زيارة كيم إلى روسيا
بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست فإن الاجتماع قد يعقد في حرم إحدى الجامعات في مدينة فلاديفوستوك الساحلية الشرقية، حيث من المقرر انعقاد المنتدى الاقتصادي الشرقي في الفترة من 10 إلى 13 سبتمبر الجاري.
وفي 2019، قام كيم بأول رحلة له إلى روسيا كزعيم لكوريا الشمالية وسافر من بيونغ يانغ إلى فلاديفوستوك، على متن قطار أخضر مدرع. والسفر بالقطار هو الوسيلة المفضلة لدى الزعيم الكوري الشمالي المنعزل.
صفقات أسلحة متبادلة
في وقت سابق، سلمت كوريا الشمالية صواريخ مشاة وقذائف إلى روسيا لتستخدمها قوات فاجنر في أواخر العام الماضي، ومن شأن الصفقة المحتملة التي تتم مناقشتها أن تزود القوات الروسية بمزيد من الأسلحة.
اقرأ أيضًا: قراصنة كوريا الشمالية يخترقون أكبر صانع صواريخ روسي
بعد هذه الأنباء، كشفت صحيفة فاينانشال تايمز أن كيم جونغ أون عن تفقد خمسة مصانع ذخيرة رئيسية في غضون أسبوع واحد الشهر الماضي، ودعا المهندسين والمسئولين إلى زيادة إنتاج الأسلحة التي تتراوح من قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ومحركات صواريخ كروز إلى بنادق القناصة والهجوم.
هل تسعى كوريا الشمالية للاستفادة من الأزمة الروسية - الأوكرانية؟
وقال يانغ أوك، خبير الدفاع في معهد آسان للدراسات السياسية في سيول: "يحاول كيم الترويج لصناعة الأسلحة الخاصة به في الخارج، وإظهار قدراته ومرافق إنتاج الأسلحة للعملاء المحتملين"، بحسب فاينانشال تايمز.
اقرأ أيضًا: الجيش الروسي يحبط هجومًا للقوات الأوكرانية ويعلن مقتل 600 جندي
أضاف يانغ أن "روسيا فشلت في تأمين ما يكفي من الأسلحة اللازمة لحرب أوكرانيا، لذا فهي حريصة على تأمين المزيد منها من كوريا الشمالية"، مشيرًا إلى أن كيم وشويغو كانا برفقة أليكسي كريفوروتشكو، نائب وزير الدفاع الروسي المسئول عن المشتريات العسكرية.
أشار يانغ إلى أن كوريا الشمالية كانت قادرة على تقديم مجموعة من الأسلحة التي يمكن أن تقدم مساهمة ذات معنى في ساحة المعركة في أوكرانيا، بما في ذلك الذخيرة وقاذفات الصواريخ المتعددة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى. واتهمت الولايات المتحدة في السابق كوريا الشمالية بتزويد ميليشيا فاجنر الروسية الخاصة بصواريخ مشاة.
أهداف كيم من زيارة روسيا
وقال يانغ إن كيم "يريد أن يبعث برسالة مفادها أن كوريا الشمالية قادرة على إنتاج وتوريد هذه الأسلحة"، مردفًا: "أعتقد أن الصفقة قد تم إبرامها بالفعل، ولهذا السبب يزور كيم روسيا".
وقال محللون إن روسيا يمكن أن تقدم الحبوب والنفط والتكنولوجيا العسكرية، بالإضافة إلى العملة الصعبة كوسيلة للدفع، بحسب ديلي ميل.
تاريخ العلاقات بين البلدين
تتمتع كوريا الشمالية بتاريخ طويل من التعاون الدفاعي مع الاتحاد السوفيتي، راعيها السابق، والعديد من الصواريخ وأنظمة الأسلحة الكورية الشمالية تشبه إلى حد كبير أو حتى تكرر التصاميم السوفيتية، بما في ذلك بعض الصواريخ التي لا تزال روسيا تنشرها.
وبعد فترة وجيزة من انهيار الاتحاد السوفيتي، حصل جد كيم، كيم إيل سونج، على تصميمات النسخة الأرضية من أول صاروخ باليستي سوفيتي يطلق من الغواصات، مما أدى إلى وضع الأسس لبرنامج الصواريخ الباليستية الذي يعمل بالوقود السائل في بيونج يانج، بحسب فاينانشال تايمز.
ويعتبر الخبراء أن الصاروخ الباليستي قصير المدى من طراز KN-23 الكوري الشمالي، والذي كان معروضًا لشويغو، شبه مطابق لصاروخ إسكندر الروسي، الذي استخدمته موسكو لقصف الأراضي الأوكرانية.
وقال محللون إن جولة كيم في مصانع الذخيرة الكورية الشمالية عملت أيضًا على تذكير الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وخصوم آخرين بنجاح بيونغ يانغ في تطوير أنظمة أسلحة هائلة على الرغم من العقوبات الدولية وعزلتها الذاتية الشديدة خلال جائحة فيروس كورونا.