بيزنطيو مصر يحيون ذكرى أسقف أنطاكية والنبي موسى
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بتذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة بابيلاس أسقف أنطاكية، والذي كان في عهد الامبراطور فيلبّس العربي الذي قتلَ وهو رئيس البلاط الامبراطور غورديس، في ثورة شعبيّة.
في هذه المناسبة يذكر اوسابيوس المؤرخ القصة الطريفة التالية: "يحكى أن فيلبّس الذي كان مسيحيًّا أراد أن ينضمَّ إلى المؤمنين في ليلة الفصح للصلاة. غير أن القدّيس بابيلا صدّه عن الدخول إلى الكنيسة قبل أن يعترف بخطاياه ويعكف على أعمال التوبة العلنيّة، على غرار سائر الخاطئين. فرضخ لأمر الاسقف ونشط إلى التكفير". وقد مات الاسقف بابيلا شهيدًا للمسيح في السجن حيث زجّ في زمن الامبراطور داكيوس عام 250.
وايضا تذكار القدّيس النبي موسى معاين الله
وتحتفل الكنيسة بتذكار القدّيس النبي موسى معاين الله، وولد موسى في مصر، وتربى فيها على حكمة المصريين. وتراءى له الرب في العلّيقة الملتهبة، وكلّمه، وأمره بأن يخلّص الشعب الاسرائيلي من نير فرعون. وعلى أثر صومٍ دام أربعين يومًا وأربعين ليلة، عاد ورأى الرب بقدر ما يستطيع الانسان أن يراه، وتسلّم منه لوحَي الشريعة. ثم انه ساس شعبه اربعين سنة. الا انه لم يدخل أرض الموعد، بل حياها من بعيد، من أعالي جبال موآب، حيث مات ودفن.
اقرا ايضا
الكنيسة البيزنطية تحيي تذكار القدّيسين الشهداء كالستي وإيفوذس وهرموجانيس
بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أودُّ اليوم البدء في بعض التعاليم حول سر الكنيسة، السرّ الذي نعيشه جميعا والذي نحن جزء منه. وأرغب في القيام بهذا عبر تعبير حاضر بوضوح في نصوص المجمع الفاتيكاني الثاني. التعليم الأول: الكنيسة مثل أسرة لله... فكلمة كنيسة نفسها، والمنحدرة من اليونانية إكلِيزيا تعني "الاستدعاء للاجتماع سويًّا": فالله يستدعينا، ويدفعنا للخروج من الفردانيّة، ومن الميل للانغلاق على الذات ويدعونا لنصبح جزءًا من عائلته...
حتى اليوم يوجد مَن يقول: "نعم للرب يسوع المسيح، أما الكنيسة فلا". كالذين يقولون: "أؤمن بالله لا بدور الكهنة". لكن الكنيسة هي في الحقيقة من يقودنا إلى الرّب يسوع المسيح، من يقودنا إلى الله؛ إن الكنيسة هي عائلة أبناء الله الكبرى. بالطبع لها أيضا جوانب بشرية؛ في الذين يألفونها: رعاة ومؤمنين، وتوجد بها عيوب، ونقائص، وخطايا، وحتى البابا لديه بعضها، بل ولديه الكثير منها، ولكن الرائع هو أننا عندما ندرك لكوننا خطأة، فإننا نجد رحمة الله، الذي يغفر دائما. لا تنسوا هذا: الله يغفر دائما ويستقبلنا في محبة غفرانه ورحمته. البعض يقول إن الخطيئة هي إهانة لله، ولكنها أيضا فرصة للتواضع حتى ندرك وجود شيء أخر أكثر جمالا: أي رحمة الله. فلنفكر في هذا!
فليسأل كلُّ منّا نفسه اليوم: ما مدى محبتي للكنيسة؟ هل أصلي من أجلها؟ وهل أشعر بكوني فردا من أسرة الكنيسة؟ وماذا أفعل لكي تكون دائما جماعة يشعر فيها كل فرد بأنه مرحب به ومقبول، ويشعر برحمة ومحبة الله التي تجدد الحياة؟. إن الإيمان هو عطية، وهو فعل شخصي، ولكن الله يدعونا كي نعيش ايماننا سويا، كعائلة، ككنيسة. فلنطلب من الرب أن يجعل من جماعاتنا، ومن الكنيسة بأسرها، عائلة تعيش وتحمل دائما أكثر دفء الله.