من الصين.. التفاصيل الكاملة لـ"أبي الهول" أول مهرجان "ميتافيرس" مسرحي في العالم
"أبي الهول .. أول مهرجان ميتافيرس مسرحي في العالم"، عنوان أحد الإصدارات المصاحبة لفعاليات الدورة الثلاثين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، والكتاب جمعه وترجمه هايل علي المذابي.
ويستهل "المذابي"، كتابه مشيرا إلي أن مقولة أن "المسرح أبو الفنون" صارت مستهلكة، وبما أن المسرح يقتضي التحديث، فوجب أن يكون المسرح "أبو التكنولوجيا"، ومن ثم يورد المؤلف القرائن والدلائل التي تؤيد وجهة نظره عن المسرح وكونه أبو التكنولوجيا.
ويعرض الباحث “هايل علي المذابي”، لحوادث ووقائع عن ظهور الواقع الافتراضي منذ خمسينيات القرن العشرين، عندما طور “موتون هيليج” تجربة مسرحية شملت جميع الحواس بطريقة فعالة وفي العام 1962، صمم نموذجا أوليا لجهازه الملقب بـ “سينسوراما”، وقام بتصوير خمسة أفلام قصيرة كان ينوي تقديمها للمشاهد بطريقة تشغل العديد من حواسه: البصر والسمع واللمس والشم. يسمح للمشاهد أن يعيش تجربة من الانغماس البصري والسمعي في مشهد حقيقي تم تصويره مسبقا.
ويشدد “المذابي” علي أن قول: المسرح "أبو التكنولوجيا"، لا ينطوي علي أية مبالغة ولا يعني أيضا أن المسرح بو التكنولوجيا أي رائد من يستخدم التكنولوجيا ويوظفها في حيثيات صناعته الفنية وإنما يعني أن المسرح هو من ابتكر التكنولوجيا وأسس لها عموما من خلال تلك النتاجات الإبداعية سواء الخيالية كما في مسرحية “إنسان روسوم الآلي”، للكاتب المسرحي التشيكي كارل تشابيك، أو واقعية كما في مسرحية المسرحي الفرنسي "آنتونان آرتو".
التفاصيل الكاملة لـ “أبي الهول.. أول مهرجان ميتافيرس مسرحي في العالم”
و يعد مهرجان أبي الهول المسرحي الذي تم إطلاقه في بكين، بمثابة وليمة مرئية للعروض المسرحية المدعومة بأحدث التقنيات، بدأ الحدث في 15 أبريل واستمر خلال عطلة عيد العمال وضم 65 مسرحية أتيحت للاستمتاع بها علي الإنترنت ومن غير اتصال.
ويلفت “المذابي” إلي أن مهرجان أبي الهول، يعد الأول من نوعه في العالم، وهو من إعداد وإخراج المسرحي الصيني الشهير “منج جينغوي”، وقد قام المهرجان بالتواصل أيضا مع مجموعة من مدن العالم ــ وبالتحديد نيويورك وباريس وبرلين ــ لتعزيز الحوارات الثقافية الدولي، وبصرف النظر عن العروض المسرحية المستندة إلي الميتافيرس، فقد تضمن المهرجان ثمانية أقسام أخري، بما في ذلك المنتديات والمناطق الغامرة لاستكشاف العلاقة المستقبلية بين تقنيات الميتافيرس والفن.
تحديات الميتافيرس في المسرح
افتتاحية الستائر كانت عبارة عن دراما صينية مستوحاة من فيلم “فاوست”، للفيلسوف الألماني جوته وسميت بهذا الاسم، وتم تقديمه في مسرح “فينغتشو” بالعاصمة الصينية بكين، ويجمع بين الأعمال المسرحية التقليدية والواقع الافتراضي، وبطريقة ما يصبح الجمهور جزءا من المسرحية، مما شكل سلسلة من التحديات لفريق الإنتاج، يقول “مايوي”، المصمم البصري للواقع الافتراضي في المسرحية أن المزج بين المساحات الحقيقية والافتراضية يمثل عقبات عديدة.
وأضاف: أعتقد أن هذا الانتقال هو في الواقع أمر مهم للغاية يجب التفكير فيه، وبعبارة أخري، كيف يمكننا إعادة الجمهور بسلاسة من الفضاء الافتراضي إلى الفضاء الحقيقي، بينما نعبر في نفس الوقت عن نوايا المخرج بشكل كامل"، من الأداء إلى تصميم المجموعة، تجعل الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا دراما أكثر تنوعا وأثارة.
تمثال أبي الهول في مهرجان سفنكس
وقال منج جينغهوي، الذي يدير عرض |"فاوست" ويعمل كمدير فني للمهرجان: «إن أبا الهول هو تطور طبيعي حيث تتسلل الميتافيرس بشكل مطرد إلى حياتنا اليومية».
وقال منج: «في هذا العصر، يجب دمج الجماليات والفن والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية بشكل جيد، بما في ذلك المثالية المتأصلة في كل واحد منا؛ وببساطة، فإن الميتافيرس هو طريقة للعيش وتراكم للثقافة».
ووفًقا للمنظمين، استخدم تمثال أبي الهول في مهرجان سفينكس كرمز للغموض والخيال، في إشارة إلى المستقبل المجهول للعروض المسرحية. ويقول المطلعون على الصناعة: «إن هذا مثير بشكل خاص لأن هناك اتجاه متزايدا لشركات التكنولوجيا للمشاركة بشكل أكبر في كيفية صنع الفن».