تصريف مياه فوكوشيما المشعة إلى المحيط قرار ياباني يثير غضب الصين.. ماذا يحدث؟
تواجه اليابان انتقادات حادة من الصين بسبب قرارها بتصريف مياه ملوثة بالإشعاع من محطة فوكوشيما-دايشي النووية المدمرة في عام 2011 إلى المحيط الهادئ، وتقول الصين إن هذا القرار يشكل تهديدا للبيئة والسلامة الإقليمية، في حين تدافع اليابان بأن المياه آمنة ومطابقة للمعايير الدولية، فما هي الحقيقة.
بداية الأزمة
في 11 مارس 2011، ضرب زلزال قوي وموجات مد عاتية (تسونامي) ساحل شمال شرق اليابان، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتلف أنظمة التبريد في محطة فوكوشيما-دايشي النووية، التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تبكو). ونتج عن ذلك انصهار قلوب ثلاثة من المفاعلات الستة في المحطة، وانبعاث كميات كبيرة من المواد المشعة إلى الجو والأرض والماء.
ولتجنب حدوث كارثة أكبر، استخدمت تبكو ملايين الأطنان من الماء لتبريد المفاعلات المنصهرة، وجمعت الماء المستخدم في خزانات ضخمة داخل المحطة. وبحلول أبريل 2021، بلغ عدد الخزانات نحو ألف خزان، تحتوي على نحو 1.25 مليون طن من الماء المشع.
ولحل مشكلة التخزين، أعلن رئيس الوزراء الياباني يوشهيدي سوغا في 13 أبريل 2021، أن حكومته قررت تصريف الماء المعالج إلى المحيط الهادئ بعد تخفيض مستوى الإشعاع فيه إلى مستوى آمن، وأضاف أن عملية التصريف ستستغرق نحو عشر سنوات، وستبدأ في عام 2023.
ردود أفعال سلبية
أثار قرار الحكومة اليابانية ردود فعل سلبية من جيرانها في شرق آسيا، خصوصًا الصين، التي اعتبرته "أنانيًا" و"غير مسؤول".
وأصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانًا يحث اليابان على "التراجع عن قرارها الخاطئ"، ويحذر من أن "المحيط الهادئ ليس ملكية خاصة لليابان". وأعلنت الصين أيضًا وقف استيراد المنتجات البحرية من اليابان، وطالبت بإجراء تقييم دولي شامل للمخاطر البيئية.
وتستند مخاوف الصين إلى حقيقة أن الماء المعالج لا يزال يحتوي على مادة التريتيوم، وهو نظير مشع للهيدروجين، لا يمكن فصله بسهولة من الماء. وتقول الصين إن التريتيوم قد يسبب تشوهات جينية وسرطانات في الكائنات الحية، إذا تعرضت له بكميات كبيرة.
وترد اليابان بأن التريتيوم غير ضار بالصحة، إذا كان تحت حدود معينة. وتقول إن الماء المعالج سيخفض مستوى التريتيوم فيه إلى 1500 بيكريل في اللتر، وهو أقل من المعايير الدولية المسموح بها، وأقل من مستوى التريتيوم في الماء المصبوب في محطات نووية أخرى حول العالم.
وتضيف أنها حصلت على موافقة منظمة الأمم المتحدة للطاقة الذرية (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) على خطتها، وأنها شفافة في عملية التصريف.
ما هي البدائل المتاحة؟
فهل كان بإمكان اليابان اختيار خيار آخر غير التصريف في المحيط؟ حسب خبراء في مجال الطاقة النووية، فإن هناك بعض البدائل الممكنة، لكنها تحمل تحديات وعوائق فنية ومالية وسياسية، من بين هذه البدائل:
تبخير الماء: هذه الطريقة تستخدم حرارة عالية لتحويل الماء إلى بخار، ثم تبرده لإزالة المواد المشعة منه. وتقول تبكو إن هذه الطريقة ستزيل 99.9% من التريتيوم من الماء، لكنها ستزيد من كمية المخلفات الصلبة التي تحتاج إلى التخزين. كما أن هذه الطريقة ستكلف نحو 200 مليار دولار أمريكي، وستستغرق نحو 17 عامًا.
تخزين الماء: هذه الطريقة تعتمد على إنشاء مستودعات أكبر وأكثر أمانًا لحفظ الماء داخل أو خارج موقع المحطة، وتقول تبكو إن هذه الطريقة ستؤدي إلى نفاد المساحة المتاحة في المحطة بحلول صيف.