عبدالسلام البدرى لـ"الدستور": عملية الجيش الليبى جنوب البلاد تهدف لدعم الأمن والاستقرار
بدأ الجيش الوطني الليبي منذ أيام عملية عسكرية موسعة جنوب البلاد تستهدف عناصر الجماعات المسلحة الأجنبية من دول الجوار التي تتسلل إلى ليبيا بجانب مواجهة عصابات الجريمة المنظمة التي تنشط في عمليات الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات والأسلحة.
وفي هذا الشأن قال الأكاديمي الليبي عبدالسلام البدري، إن العملية التي يقوم بها الجيش الليبي في جنوب شرق البلاد محاطة بسبع دول بمساحة حدودية تقارب 4 آلاف و700 كيلومتر، وتحتاج إلى حماية من الهجرة غير الشرعية والنشاط الخاص بالعصابات الإجرامية والتطرف الديني الموجود في المنطقة، بالإضافة إلى أن الجنوب الليبي غني بالمعادن والثروات التي نحن بحاجة إلى حمايتها.
وأوضح البدري في تصريحات خاصة لـ "الدستور" أن القوات المسلحة الليبية عليها أن تقوم بحماية حدودها مع دولة تشاد. فرغم العلاقات التاريخية بين الشعبين التشادي والليبى نحتاج إلى حماية أمننا.
وتابع "هذا لا يعني أننا نحتضن من يعارض السلطة في تشاد، فيجب أن نجعل الشعب التشادي ومشاكله يعالجها داخليًا ولا ننحاز إلى أي جهة أيًا كانت، وهذا يدفعنا لأن نعمل على حماية الحدود الليبية ودفع المتمردين التشاديين بالعودة إلى وطنهم.
وقال البدري إن التشاديين عليكم أن يحلوا مشاكلهم مع بعضهم البعض، ونحن في ليبيا سنكون واسطة خير بين التشادين ولن ننحاز لطرف على حساب طرف آخر.
أهداف العملية العسكرية للجيش الليبي
وأوضح البدري أن أهداف العملية العسكرية للجيش الليبي جنوب البلاد محددة والهدف منها حماية الحدود الليبية وحماية الثروات والمعادن الموجودة في الجنوب الليبي وهى كثيرة، على سبيل المثال مناجم الذهب كلها تستغل من قبل العصابات وتجار الأزمات.
وقال الأكاديمي الليبي إنهم حريصون على أن تقوم القوات المسلحة الليبية بحماية أراضي واستقلالية ليبيا، فما يجري عمل عسكري محدود وليس الهدف منها التوغل داخل الحدود التشادية والمحافظة على الحدود الليبية وإبعاد المشاكل.
وتابع "نحن نتمنى أن تكون الأمور على ما يرام في تشاد وتكون عندهم حكومة مستقرة وأن يأخذ الشعب التشادي فرصته في حياة مستقرة وكريمة التي نعاني منها نحن أيضًا لأكثر من 12 سنة ونسعى لأن تكون لدينا حكومة وبرلمان ورئاسة واستقرار وتنمية، فكل هذه الأشياء حرمنا منها منذ سنوات" .
وأشار عبدالسلام البدري إلى أن ليبيا تتأثر بما يجري في السودان خاصة دارفور، حيث ينعكس سلبًا على ليبيا، خاصة في ظل وجود علاقات وترابط مع جنوب شرق ليبيا ما بين قبائل الكُفرة وقبائل دارفور، والشىء ذاته في تشاد هناك قبائل كثيرة لها علاقات اجتماعية ولها علاقات مع قبائل ليبيا.
سوق عمل جيدة
واعتبر البدري أن ليبيا سوق عمل جيدة بالنسبة لتشاد، والليبيون يحتاجون إلى بعض المنتجات من دولة تشاد، وإذا لم تستقر الدولتان فلن يكون هناك تعاون اقتصادي بين البلدين.
وتابع "نعتقد أن تشاد جزء من العالم العربي، لأنه يغلب عليها الطابع العربي واللغة العربية هي اللغة الرسمية في تشاد، بالإضافة إلى العقائد الدينية، فتشاد سنية مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالمذهب المالكي السائد في ليبيا، نحن في ليبيا إذا تضررت تشاد أمنيًا نصبح غير مستقرين، لأننا لا نستطيع أن نستوعب مليون تشادي ولا نستطيع أن نستوعب مليون شخص من النيجر".
وأكد "البدري" أن العملية الليبية في الجنوب الشرقي الليبي هى عملية محدودة، فهي ليست احتلالًا بل هي حماية الحدود الليبية، والمتمردون إذا كانت لديهم مشاكل في تشاد عليهم أن يرجعوا إلى بلادهم ويحلوا مشاكلهم ونحن لا علاقة لنا بها.
وأضاف "نحن دائمًا نحاول في السياسة الليبية الابتعاد عن مشاكل الجيران، ونتمنى ألا تكون هناك خلافات بين الأشقاء، ولكن إن حدثت نتدخل بالخير والكلمة الطيبة، ولكن لا نتدخل لنصرة طرف على طرف آخر أو ننحاز إلى جهة دون سواها".
وقال "البدري" إن الصراع إذا كان في النيجر أو تشاد هو صراع قوى كبرى، مشيرًا إلى أن فرنسا لاعب أساسي في الأزمات الحالية وأصبحت مرفوضة من الجانب الإفريقي، نظرًا لسنوات الاستعمار وقيام السلطات الفرنسية باستغلال الثروات الإفريقية.