ظلام دامس.. كيف ستتعامل حكومة لبنان مع انقطاع الكهرباء؟ (خاص)
يعاني لبنان من أزمة حادة في الطاقة، أدت إلى انقطاع الكهرباء بشكل مستمر حتى وصل الأمر لحدوث إطفاء تام للشبكة عن جميع أنحاء الجمهورية اللبنانية حتى تحولت الدولة إلى ظلام دامس.
المحلل السياسي اللبناني أحمد عزالدين، في حديثه بشأن هذه الأزمة أكد أن أزمة الكهرباء هي واحدة من أصعب المشاكل المستعصية التي يعاني منها الشعب اللبناني، وهي من تداعيات الأزمة اللبنانية المستمرة منذ نحو خمسة عقود.
سبب أزمة الكهرباء في لبنان
ومع حدوث إظلام تام بجميع مناطق لبنان اليومين الماضيين، تعرضت حكومة تسيير الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي لانتقادات حادة، ليخرج الأخير ويتعهد بدفع 7 ملايين دولار مستحقات للشركة المشغلة لمعملي دير عمار والزهراني المسئولين عن توفير الكهرباء للبلاد، مقابل التشغيل الفورى، حتى إن الحكومة فكرت في تحصيل فواتير الكهرباء بالدولار وليس الليرة لدفع مستحقات الشركات المشغلة لمعامل توليد الكهرباء والتي تحتاج إلى 200 مليون دولار وترفض استلام مستحقاتها بالليرة.
عزالدين كشف من جهته في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، عن أن الكهرباء والأموال التي أنفقت عليها (47 مليار دولار) هي ربما السبب الأساسي للوضع الاقتصادي ولحجم الدين الذي يعاني منه لبنان ودائمًا كل الحلول لهذه الأزمة تصطدم بالحائط المسدود، ربما لأن هناك فريقًا في لبنان والذي يمسك بوزارة الطاقة منذ نحو 15 سنة يرفض التخلي عنها، وهناك اتهامات واضحة من السياسيين ومن عامة الناس بأنه مسئول عن الهدر والانتفاع من هذا القطاع وهو "التيار الحر".
وأوضح عزالدين أنه نتيجة الحرب في لبنان تراجع مستوى الخدمات، وتوقفت الجباية في كثير من المناطق، إضافة لوجود مخيمات فلسطينية كبيرة، ووجود حالات تهجير من مناطق إلى أخرى نتيجة الحرب الأهلية والعدوان الإسرائيلي.
تداعيات كارثية لانقطاع الكهرباء في لبنان
وتسبب انقطاع الكهرباء في أزمة أخرى وهي المياه حيث توقفت الكثير من المحطات عن العمل ما فاقم من معاناة اللبنانيين في ظل موجات الحرارة الشديدة، فقد تخطت درجات الحرارة 40 درجة مئوية بخلاف ارتفاع نسبة الرطوبة التي وصلت إلى 92 بالمئة.
عزالدين أوضح أن الكهرباء أصبحت المحرك لكل شيء في حياة الناس. فالإنتاج الصناعي كله يتوقف عليها ومن دونها لا يمكن أن تكون هناك حركة اقتصاد أو حركة إنتاج في البلد، لذا فإن هذه الأزمة أدت إلى ارتفاع أسعار السلع، وساهمت في تفاقم الأزمة الاقتصادية وبالتالي لا يمكن معالجة الأمر.
غاز ونفط لبنان المرتقب يبشر بانتهاء الأزمة
الأربعاء الماضي، وصلت منصة الحفر "ترانس أوشن" إلى المياه الإقليمية اللبنانية من أجل العمل في المربع "9"، وبدء عمليات التنقيب عن النفط والغاز خلال الأيام المقبلة، بعد نجاح لبنان في التوصل لاتفاق مع إسرائيل بشأن الحدود البحرية في المتوسط بعد نزاع دام عقودًا وصعوبة قيام بيروت بأعمال الاستكشاف والحفر اللازمين عن الغاز والنفط في مياه المتوسط.
وعن إمكانية مساهمة بدء لبنان أعمال التنقيب عن الغاز والنفط في حل أزمة الكهرباء قريبًا، علق عزالدين قائلًا: "عملية التنقيب عن النفط والغاز ستكون مهمة في حال كانت هناك كميات تجارية واعدة وكبيرة، وهذا ما يتوقعه الكثيرون وستساهم في فتح باب للحل الاقتصادي".
وأضاف: "لكن كما هو معروف إنتاج الطاقة لن يكون بالمتناول سريعًا، وعمليات التنقيب كما أشارت الاتفاقات بين شركة "توتال" والشركة الأخرى التي تتولى التنقيب تحتاج إلى نحو ثلاثة أشهر تقريبًا للإعلان عن الكميات الموجودة، وإذا كان هناك نفط وغاز كافٍ، لكن البدء بالإنتاج والتصدير يحتاج إلى سنوات وبالتالي الأزمة في لبنان لا تحتمل".
وقال السياسي اللبناني إنه إذا تبين أن هناك كميات واعدة وكبيرة ربما يستطيع لبنان بموافقة بعض الدول أن تمول الاقتصاد اللبناني وعودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها على أمل أن لدى لبنان ما يمكن أن يسدد به ديونه وإلا سنبقى في الأزمة.