لبنان يتخبط فى الفراغ الرئاسى.. ولا مدى منظورًا للخروج من الانقسامات
تتواصل حالة الفراغ الرئاسي في لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون نهاية العام الماضي، في وقت تغيب التوافقات تحت قبة البرلمان اللبناني لاختيار رئيس جديد وسط حالة اقتصادية خانقة، وانقسامات بين المكونات السياسية للبلاد.
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري، إن حركة أمل وحزب الله اللبناني يمارسون ما يمكن وصفه بالتعنت والإصرار على دعم مرشح بعينه لمنصب رئيس الجمهورية.
وأضاف العاقوري لـ"الدستور"، أن على حزب الله وشركائه التوقف عن هذه الممارسات التي تصور الوضع كما لو أنهم اختطفوا إرادة اللبنانيين ويحاولون تطويعها لمصالحهم الذاتية، بعيدًا عن المصلحة العامة للبلاد.
وتابع بقوله: اللبنانيون يتأقلمون على أي ضع حتى لو كان سيئًا، وهذه من السلبيات التي يعيشها بلدنا، لافتًا إلى ضرورة التوحد ونبذ الخلافات السياسية والطائفية، في حال أرادت الكتل السياسية المضي قدمًا في إنهاء حالة الفراغ الرئاسي التي قاربت على إتمام عامها الأول.
في السياق، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني الدكتور علي عبدو، أن مسألة انتخاب رئيس لبناني جديد أمر ملح لا يحتمل التأخير، وكان يجب إنجازه والانتهاء منه قبل مدة طويلة، لما تمثله حالة الفراغ من سلبيات يعيشها المواطن اللبناني كل يوم.
وأضاف عبدو لـ"الدستور"، أن هناك تباينات بين الدول الكبرى النافذة في المنطقة العربية، كما تتعقد العلاقات الدولية بسبب قضايا كبرى مثل الحرب الروسية الأوكرانية والصراع الروسي الغربي الذي يحوز اهتمام القوى الكبرى عالميًا.
وشدد على أن غياب الاستقلالية الكاملة للبنان يزيد تعقيد المشهد الحالي، لافتًا إلى ضرورة اصطفاف جميع التكتلات السياسية خلف مصلحة الوطن العليا، وتقديم مصلحة اللبنانيين على أي اعتبارات أخرى.
بدوره، قال المحلل السياسي اللبناني، أحمد يونس، إن مسألة التوافق البرلماني على شخصية الرئيس الجديد للبلاد غير ممكنة في الوقت الحالي، بسبب الخلافات الكبيرة التي تضرب المكونات السياسية لمجلس النواب.
وأضاف يونس لـ"الدستور"، أن وجود انتخابات حقيقية تحت قبة البرلمان أمر غير حقيقي في الوقت الحالي، خصوصًا أن المسألة تتطلب توافقات إقليمية غير موجودة في المدى الزمني القريب.
واختتم بالقول: إن حزب الله القوة الأكبر في لبنان، يمتلك كتلة نيابية وازنة، وهناك أمور تتعلق بعلاقات الحزب الخارجية يجب وضعها في الاعتبار حال النظر إلى مسألة إنهاء الفراغ الرئاسي في البلاد والسعي نحو خلق توافقات تحت قبة البرلمان.
ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارًا اقتصاديًا متسارعًا هو الأسوأ في تاريخ البلاد، فاقمه انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، فيما يحول الصراع على الحصص والنفوذ بين القوى السياسية دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفًا لـ ميشال عون.
ورجح البنك الدولي في تقرير سابق، من أن هذه الأزمة الاقتصادية والمالية ضمن أشد عشر أزمات، وربما إحدى أشد ثلاث أزمات، على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.
وحذر البنك الدولي من أنه في مواجهة هذه التحديات الهائلة، يهدد التقاعس المستمر في تنفيذ السياسات الإنقاذية، في غياب سلطة تنفيذية تقوم بوظائفها كاملة، الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية أصلًا والسلام الاجتماعي الهش.