بعد قمة العلمين الثلاثية.. محطات في تاريخ العلاقات المصرية الأردنية الفلسطينية
قمة ثلاثية عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، بحضور عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لاستعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، على رأسها تطورات القضية الفلسطينية.
وتوافق أطراف القمة على تعزيز جهود مصر والأردن لدعم للأشقاء في فلسطين، والعمل على إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
وفي السطور التالية، تستعرض «الدستور» تاريخ العلاقات المصرية الأردنية الفلسطينية:
العلاقات المصرية الأردنية:
تتميز العلاقات المصرية الأردنية بالتوافق في الرؤى والأهداف، كما يرتبط البلدان بروابط اقتصادية وثيقة وممتدة ساهمت في تنمية التعاون الثنائي والعربي والإقليمي، وتضرب العلاقات بينهما بجذورها في التاريخ منذ القدم، وهو ما دلّت عليه الكشوف الأثرية والشواهد التاريخية منذ زمن الفراعنة في مصر والأنباط في الأردن، وقد ورد في سجلات تل العمارنة الفرعونية ذكر الأردن ما بين العامين 1375-1358 ق ق. م، أي في عهد الفرعون أخناتون.
في العصر الحديث، بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والأردن منذ استقلال الأردن عام 1946، وأصبحت الدولتان عضوين مؤسسَين في الجامعة العربيّة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز وعدة منظمات دولية أخرى، وفقًا للهيئة العامة للاستعلامات.
وتكتسب العلاقات السياسية المصرية الأردنية، حاليًا، أهمية خاصة نظرًا للدور الإقليمي المهم الذي تلعبه الدولتان في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد المنطقة، وتتميز العلاقة بين البلدين بالتوافق السياسي في الرؤى والأهداف.
هناك عدة ملفات أساسية يتعاون فيها الجانبان بشكل كبير، على رأسها القضية الفلسطينية التي تعد القاهرة وعمان طرفًين أساسيين فيها، ولاتزال الدولتان تسعيان من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية وفقًا للمرجعيات الدولية.
وشاركت حكومات مصر والأردن في عملية السلام في الشرق الأوسط، وعُقدت عدة قمم ولقاءات في البلدين خلال التسعينات وما بعدها بهدف تحقيق تسوية للقضية الفلسطينية مثل قمة شرم الشيخ عام 2005، وتسير سياسة البلدين ضمن محور اُطلق عليه إعلاميًا "محور الاعتدال العربي".
وبالنسبة لملف الإرهاب، تتفق رؤى الدولتين حول ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية، هذا بالإضافة الى الرؤية المشتركة للوضع في سوريا وتأكيد البلدين على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة ينهى المعاناة الإنسانية للشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويحول دون امتداد أعمال العنف إلى مناطق أخرى.
العلاقات المصرية الفلسطينية
تعود العلاقة بين مصر وفلسطين إلى عام 1948، أرسل الملك فاروق الجيش المصري إلى فلسطين لحمايته من العدو الصهيوني، فقط احتلت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى الاهتمام الأكبر من جميع الزعماء المصريين خاصة بعد الجلاء البريطاني عن مصر، إلا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة.
وكان جمال عبد الناصر من أكثر الزعماء اهتمامًا بالقضية الفلسطينية، حيث اعتبرها جزءاً من الأمن المصري، وليست مجرد قضية فلسطينية، لذا كان ينظر إليها وكأنها جزء من مصر، وعندما تولى الرئيس السادات تغيرت الأوضاع قليلاً بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد التي اهتمت بتحقيق السلام مع مصر وفي نفس الوقت المطالبة بحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقة.
وتسعى مصر في الوقت الحالي بشتى الطرق الودية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتفاوض لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة.
وتظل مصر المساند الأكبر لقضية العرب الأولى بصفتها أكبر دولة عربية ومصر لم ولن تتخلّى عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر القضية الفلسطينية لذا اتخذت تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة القضية الفلسطينية منذ نشاتها وتمثل ذلك في مواقف رؤسائها والمسئولين بها في المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية وكذلك في مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسيطيني خلال الستون عام الأخيرة.
وحرصت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال السنوات الأخيرة، على إيجاد سند قانوني لقيام دولة فلسطينية معترف بها من الأمم المتحدة ومن الدول الأعضاء بها وكذلك من المنظمات الإقليمية والدولية الفاعلة في السياسية الدولية، ويأتي هذا الحرص عن اقتناع تام بأن تحقيق هذه الخطوة هامة جدا لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم.