مع حلوله طبقا لتقويم الكاثوليك والروم.. تعرف على قصة الاحتفال بعيد السيدة العذراء
تحتفل الكنائس الغربية في مصر، وعلى رأسها الكاثوليكية والروم الأرثوذكس اليوم، بعيد إصعاد جسد السيدة العذراء مريم، وهو المعروف باسم عيد العذراء، والذي يحتفل به الأقباط الأرثوذكس، يوم 22 من أغسطس الجاري.
وبهذه المناسبة قال الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، في نشرة تعريفية له على خلفية الاحتفالات إنه يُحتفـل بـذلك العيد فـى الكنيسة فـى يوم 15 أغسطس. ولقد بدأ فـى الإحتفال بهذا العيد فـى الشرق منذ القرن الخامس الـميلادي.
فبعد صعود السيد المسيح بأقل من 15 سنة أرسل الى أمة مريم العذراء ملاكاً يحمل اليها خبر انتقالها، ففرحت كثيراً وطلبت أن يجتمع اليها الرسل فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالأنجيل و أن يذهبوا الى الجثمانية حيث كانت العذراء موجودة و بمعجزة إلهية وجدوا جميعاً فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسول الذى كان يكرز فى الهند و كان عدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية فرحت العذراء بحضور الرسل و قالت لهم أنة قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم
و بعدما عزَتهم وودَعتهم حضر إليها إبنها وسيدها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة القديسين فأسلمت روحها الطاهرة بين يديه المقدستين ورفعها الرسل ووضعوها فى التابوت و هم يرتلون و الملائكة أيضاً غير المنظورين يرتلون معهم ودفنوها فى القبر، ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها لم تنقطع أصوات ابيحهم وهبوب رائحة بخور زكية كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلا بعد إنقطاع صوت التسابيح ورائحة البخور أيضاً وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة وقد أخفى عن أعين الآباء الرسل هذا الأمر ماعدا القديس توما الرسول الذى كان يبشَر فى الهند ولم يكن حاضراً وقت وفاة العذراء.
كان القديس توما فى الهند، وكما قلنا لحكمة إلهية – لم يحضر إنتقال السيدة العذراء من أرضنا الفانية – ولكن سحابة حملتة لملاقاة جسد القديسة مريم فى الهواء. وسمع أحد الملائكة يقول له “تقدم و تبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمرة الملاك” ثم أرتفع الجسد الى السماء ثم أعادته السحابة الى الهند ليكمل خدمتة وكرازتة هناك.
فكَــر القديس توما أن يذهب الى أورشليم لمقابلة باقى الرسل فأعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا: “إنه توما الذى لم يؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أن وضع يدية فى آثار المسامير” فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدا، ظانين أن اليهود قد جائوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم “بل رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولاً بين أيدى الملائكة” فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث اذ إنقطعت فيه التسابيح ورائحة البخور فقرروا جميعا أن يصوموا وأستمر الصيام لمدة أسبوعين وهو الصوم المعروف بصوم العذراء رافعين الصلاة والطلبات للمسيح أن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلى السماء فحقق الرب طلبتهم، وأعلمهم أن الجسد محفوظ تحت شجرة الحياة فى الفردوس لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ جسده أي ناسوته من جسدها لا يجب أن يبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضة للفساد .
ولقد ظهر من القبر الذي كانت قد وضعت فيه عجائب كثيرة ذاع خبرها، مما أذهل اليهود الذين إجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهم خائبين .. ولقد أعلن البابا بيوس الثاني عشر في الاول من شهر نوفمبر عام 1950م ، في رسالته البابوية . " إن والدة الإله المنزهة عن كل عيب مريم الدائمة البتولية ، بعد أن أنهت مجرى حياتها الأرضية رفعت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي " .