الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار لورنسيوس الشهيد
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار لورنسيوس الشهيد، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن أردت أن تسير بطريقة صحيحة، طريق الإيمان الحقّ في الخفية مع جني الثمار، عليك أن تكون متقشّفًا وقاسيًا على نفسك وأن تحرص في الوقت عينه على أن تبقى علامات الفرح على وجهك وأن تكون منفتحًا على الآخرين. وعليك أن تجاهد في قلبك على تسلّق قمم الاستقامة وأن تعرف كيف تنحني بطيبة على الضعفاء. باختصار، عليك أيضًا أن تخفّف، أمام حكم الضمير، من قسوة العدل أي ألاّ تكون قاسيًا على الخطأة، بل منفتحًا على الغفران والتسامح.
اعتبر أنّ خطيئتك خطيرة ومميتة. أمّا خطيئة الآخرين، فاعتبرها نتيجة لضعف الطبيعة البشريّة. وإن اعتقدت أنّ خطيئتك تستحقّ عقابًا قاسيًا، فكّر في أنّ الآخرين لا يستحقّون إلاّ عقابًا صغيرًا على خطاياهم. لا تكن أكثر عدلاً من العادل، اخشَ أن ترتكب الخطيئة، ولكن لا تتردّد في أن تغفر للخاطئ لأنّ العدل الحقيقي ليس ما يوقع الآخرين في فخّ اليأس... فالنار الخطيرة حقًّا هي التي، عندما تحرق العشب، تهدّد بالتهام المنزل بسحب لهيبها. كلاّ، إنّ مَن يتمعّن عمدًا في أخطاء الآخرين لا يتفادى الخطيئة لأنّه سيقع في الفخ عاجلاً أم آجلاً مهما كان متحمّسًا لإحقاق العدل.
بالتأكيد، لو لم تبدُ حياتنا لامعة لمعانًا شديدًا في نظرنا، فإنّ حياة الآخرين ما كانت لتبدو بنظرنا قبيحة جدًّا. وإذا كنّا لأنفسنا حكّامًا قاسين كما يجب، فذلك يعني أنّ أخطاء الآخرين لن تصطدم بأحكام صارمة من قبلنا.
جدير بالذكر أن مار لورنسيوس الشهيد كان شماساً من شمامسة البابا كسيسطوس وكان يحتفل معه بالقداس في الدياميس عندما ألقي القبض على البابا. هرب واسلم نفسه فيما بعد فعذِّب بوحشية الى ان نال الاكليل سنة 258. كانت عبادته شائعة جداً في روما وايطاليا وعلى اسمه شيدت احدى الكنائس الكبرى في روما وورد اسمه في نافور القداس اللاتيني.