100 عام على رحيله.. محطات من حياة مؤسس عالم المصريات أحمد باشا كمال
في التاريخ المصري، علماء قدموا الكثير لوطنهم، من دراسات وأبحاث لتوثيق وفك رموز الحضارة المصرية القديمة، ومن هؤلاء العلماء، كان عالم المصريات "أحمد باشا كمال"، الذي يحتفل المؤرخين والباحثين، بذكرى رحيله في الأيام المقبلة في 6 أغسطس، وتعد هذه الذكرى المائة على رحيله.
وبهذه المناسبة نقدم لكم في السطور التالية، لمحات من حياة عالم المصريات أحمد باشا كمال
لم يكل أحمد باشا كمال، عن دوره في دراسة الحضارة المصرية القديمة، فهو ينتمي للجيل الثاني من علماء المصريات الأوائل، حيث أنه رافق عالم الآثار الفرنسي، ماسبيرو في العمل في مصلحة الآثار، بعد رحيل العالم الفرنسي مارييت الذي لم يكن متحمسًا لكمال أو غيره من المصريين.
ولد أحمد كمال من أصول كريتيه في حاشية محمد علي، اجتاز التعليم الابتدائي في مدرسة المبتديان والاعدادي في التجهيزية، ودرس علم المصريات بمساعدة بروجش، ثم عينه ماسبيرو أمينا وسكرتيرا في المتحف المصري.
ووفقًا لقطاع المتاحف التابع لوزارة السياحة والآثار، فقد عهد ماسبيرو إلى أحمد كمال باشا ، ضمن كوكبة من العلماء بإعداد سجل عام للمتحف المصري، فألف فيه أحمد باشا كمال اللوحات البطلمية والرومانية في مجلدين وكذلك مجلدين أخرين عن موائد القرابين من عصر الدولة الوسطى حتي العصر الروماني، الذي ترجمه فيما بعد الى العربية الأول بعنوان "صفائح القبور في العصر اليوناني الروماني"، والثاني بعنوان "موائد القرابين".
أعمال أحمد باشا كمال
وحرص أحمد كمال باشا، بالقيام بعد حفائر في مواقع عديدة لعل أهمها من العصر الروماني كان في "ديمة السباع" في الفيوم في طبقات العصر الروماني، وكشف هناك عن قواعد تماثيل عليها نقوش يونانية لساتيروس بن بيكوسيون ونقش آخر من تمثال ميسثاتيون بن ساتيروس، بالإضافة إلى رأس من تمثال مصري الطراز ضمن معروضات المتحف اليوناني الروماني الجديد.
كما ترجم أحمد باشا كمال، دليل المتحف اليوناني والروماني الذي ألفه بوتي G. Botti وتقع النسخة العربية في 639 صفحة، وأيضًا ترك 40 مقالًا في حوليات مصلحة الآثار، وكان قد انضم إلى المجمع العلمي 1904 وتوفى في يوم 6 أغسطس سنة 1923 بالقاهرة، عن عمر ناهز 75 عاما قضاها في خدمة العلم والتاريخ المصري، بينما كان يجهد نفسه في إتمام قاموسه الضخم الخاص باللغة المصرية القديمة.