تزامنا مع لقاء العلمين الجديدة.. تاريخ العلاقات المصرية اليونانية
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، رئيس وزراء جمهورية اليونان «كيرياكوس ميتسوتاكيس»، بالعلمين الجديدة، حيثُ شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، وفقًا لما صرّح به المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى.
وتناولت المباحثات تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في اتساق مواقف الدولتين في منطقة شرق المتوسط، مع تأكيد أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات في هذا الإطار.
في التقرير التالي تستعرض «الدستور» عمق العلاقات المصرية اليونانية.
بحسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، فإنَّ العلاقات بين البلدين تعود إلى زمن بعيد كنتيجة لتعايشهما داخل نفس المنطقة الجغرافية الاستراتيجية، وتجربتهما التاريخية المشتركة، ونظرًا لوجود مجتمع يوناني ويتمتع البلدان بتعاون وثيق على مستوى متعدد الأطراف فى سياق المنظمات الدولية وفى إطار الشراكة الأورومتوسطية، وعلى المستوى الثنائي ووفقًا لاتفاقية تم توقيعها في عام 1998.
وتقدم السفارة العديد من الخدمات لمواطنيها المقيمين فى مصر منها ما يتعلق بجوازات السفر، التحقق من صحة الوثائق الأجنبية، الأمور الخاصة بالتفويض، بعض السجلات الحيوية اللازمة لكل مواطن، وتعمل السفارة على المساعدة فى تسليم المستندات القانونية، كما أنها تساعد مواطنيها في حالة الرغبة لتغيير محل الإقامة، وتوفر لمواطنيها خدمة العلاج فى المستشفيات المختلفة أو فى حالة تعرضهم لأي حادث، كما أنها تعمل على تسهيل ما يتعلق بالضرائب والجمارك بجانب شؤون المواريث المختلفة.
ووفقًا للهيئة العامة للاستعلامات المصرية، تجمع مصر واليونان علاقات ثنائية متبادلة على كافة الأصعدة والمجالات، وتعتبر سفارة اليونان في القاهرة هي التمثيل الدبلوماسي رفيع المستوى داخل البلاد، والتي تعمل على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، يوجد فى مصر مكانان للقنصلية اليونانية واحد فى القاهرة، وآخر فى محافظة الإسكندرية، وتعمل على تقديم كافة الخدمات المرتبطة بالتأشيرات المختلفة، لمواطنيها وغير مواطنيها، فهى تخدم التأشيرات الخاصة بالسياحة أو للعلاج أو لزيارة العائلة وغيرها من الأمور الحياتية.
وشهدت العلاقات المصرية اليونانية نقلة نوعية على مختلف الأصعدة السياسية، الاقتصادية والثقافية وأصبحت نموذجًا يحتذى به في التعاون الثنائي لمصلحة الشعبين، وتعزيز الاستفادة من الثروات الطبيعية في شرق المتوسط وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة وتحظى علاقات مصر واليونان، بخصوصية كبيرة، لا لأنها تضرب بجذورها في أعماق الحضارة الإنسانية فحسب، بل كونها تمثل - على مدار عقود - نموذجًا للترابط والتعايش بين الثقافات والأديان والتعاون الاستراتيجي في منطقة شرق المتوسط.
كما شهد الإرث التاريخي بين القاهرة وأثينا عاصمة اليونان، الذي بدأ ما قبل الميلاد بنحو 300 عام، تطورًا كبيرًا منذ القرن الثامن عشر ميلادية، وكان دافعًا للدولتين باتجاه تقارب الرؤى إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية بشكل عام، بفضل الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية بين البلدين، فضلاً عن قدم العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي ترجع إلى عام 1833 .