خالد عبد الجابر: "سراب دجلة " تكشف تأثير الغربة على تكوين الأسرة المصرية
صدر حديثًا عن دار العين للنشر رواية "سراب دجلة" للكاتب خالد عبد الجابر، وتعد الرواية الثانية بعد روايته الأولى "الشريد".
الكاتب الروائي خالد عبد الجابر، قال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن أحداث الرواية تدول في ثمانينيات القرن الماضي، على ضفاف نهري النيل ودجلة، فتبدأ الأحداث بتبادل الرسائل بين الأب الفلاح المصري وولده الشاب الذي ترك أرضه ووطنه وتغرب مثل الآلاف خلف حلم المال الخليجي لشراء الأرض وبناء البيت، فتصف جزءا من معاناة المغتربين وتأثير الغربة على تكوين الأسرة المصرية.
وأضاف "عبد الجابر"، في البداية يأخذنا الراوي ليقص علينا حكاية تلك الأسرة المصرية بدءا من الأب الذي ترك أسرته بعد نكسة 1967 ليذهب إلى جبهة القتال فلا يعود إلا بعد النصر ليكتشف اختلاف الأحوال ونعيش مع أسرته فترة تعاف ما بعد الحرب التي ألقت ظلالها على مصر بأكملها وانتهت بغربة ولده.
ولفت “عبد الجابر” إلى أنه للحكاية جذور نكتشفها مع حكاية الجد الذي عمل أجير في أرض الباشا حتى تملك الأرض بعد ثورة 1952 وعاش فترة عبد الناصر بحلوها ومرها وعندما فقد بصره استفاد من دراسته بالأزهر لينشئ كتابا على مصطبة داره يعلم فيه أهل القرية تعاليم الدين حتى يتوفى في نفس يوم وفاة ناصر تارك خلفه إرثا تنازع عليه أبناؤه إبراهيم ومحمد المصري، ليدفع الثمن خضر ولد إبراهيم وعزيزة ابنة محمد بعد حرمانهم من الزواج بعد قصة حبهما الكبيرة التي بدأت منذ ولادتهما وحتى اختلاف الأبين، فنعيش معهما مشاكل القرية المصرية دون أن نغفل وضع المرأة المصرية في ذلك الوقت في الريف المصري متمثلة في عزيزة الابنة وزينب الزوجة التي صانت زوجها وغيابه وأوقات ضعفه وقلة حيلته فكانت دائما العون والسند دون أن تمتلك أي حق في الحياة.
ويشير خالد عبد الجابر، إلى أن الفصول التالية تنتهي المحكيات المرجعية لنعيش مع عائلة محمد المصري حكايتهم بتداخل أصواتهم حيث يقص كل فرد منهم حكايته فيتحدث صادق عن الغربة ويتحدث الأب عن القرية وتحدثنا زينب عن المرأة وعزيزة عن الحب.
وتابع:"يصف لنا صادق أحوال المغتربين في العراق فنجد أنفسنا نعيش مع أبناء العراق حرب الخليج الأولى وكيف أثرت الحرب على بغداد وأهلها، كيف تغير الحروب الأوطان وكيف يُظلم أهلها، يتعرف صادق على عم كاظم العراقي الذي فقد أبناؤه في الحرب ويساعده في البحث عنهم ومثلما عشنا سنوات الحرب والتعافي في مصر نعيشها أيضا على ضفاف دجلة وكأن دجلة والنيل يسريان في مجرى واحد يعكس كل منهما الآخر.
ويحدثنا “المصري” عن إحساس الأب الذي فقد ولده وعن القرارات الصحيحة والخاطئة التي نأخذها فيمتد تأثيرها على من حولنا، نكتشف معه صورة الرجل المصري في تلك الفترة الزمنية الحساسة من التاريخ المصري والعربي،هل يصبح صادق انعكاسا لأبيه ويجني أباه ما اقترفه من ذنوب مع والده الشيخ محفوظ في تحول علاقته بولده صادق؟أما زينب فتروي لنا كيف عاشت كنصف امرأة كنموذج لكل النساء في القرى المصرية وكيف عاشت مغلوبة على أمرها فاقدة للنطق أو اتخاذ القرارات، وتأبى عزيزة مواصلة حكاية أمها لتتمرد على كل شيء يخالف منطقها وإرادتها.