بيت العرب.. مصر تجمع الفلسطينيين على مائدة واحدة فى العلمين
ممثلو الفصائل لـ«الدستور»: أولوية للاتفاق على رؤية لمواجهة حكومة نتنياهو
انطلقت اجتماعات الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بمدينة العلمين، لمناقشة إنهاء حالة الانقسام الفلسطينى، وسبل استعادة الوحدة الوطنية وإعادة ترتيب البيت من الداخل، فى ظل تصاعد العدوان الإسرائيلى على أبناء الشعب الفلسطينى فى القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. وذلك بدعوة رسمية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبومازن».
ويهدف الاجتماع إلى «الاتفاق على خطة وطنية للتعامل مع ممارسات إسرائيل المتطرفة وعدوانها»، و«إنهاء الانقسام لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة وإجراء انتخابات»، وفق مصادر ذات صلة.
أشاد عدد من السياسيين الفلسطينيين باستضافة مصر اجتماع الفصائل الفلسطينية، انطلاقًا من دورها فى دعم الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، مشيرين إلى أن الاجتماع يأتى فى ظل ظروف دولية وإقليمية صعبة، تتطلب اتفاق الفصائل فيما بينها على استراتيجية موحدة لمواجهة سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة التى تحكم إسرائيل حاليًا، وعدوانها الغاشم على أبناء الشعب الفلسطينى فى القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضح السياسيون الفلسطينيون أن الاجتماع يمهد الطريق لإعادة ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل، وإنهاء الانقسام بين الضفة وغزة، وتشكيل حكومة فلسطينية موحدة، مع العمل على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية شاملة، من أجل استعادة الوحدة الوطنية ومواجهة العدوان الإسرائيلى الغاشم على كل الأصعدة.
«فتح»:آن الأوان لإعادة الشرعية الفلسطينية لتولى زمام الأمور
قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى فى حركة «فتح»، إن اجتماع قادة الفصائل الفلسطينية بمصر يأتى فى سياق الدعوة التى أعلن عنها الرئيس محمود عباس أبومازن أثناء اجتماع القيادة الفلسطينية، لبحث ما شهدته مدينة جنين ومخيمها مؤخرًا، والاتفاق على رؤية وطنية واستراتيجية واحدة لمواجهة حالة التغول الإسرائيلى وكل المخططات التى تريد حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو تنفيذها فى الأراضى الفلسطينية.
وأضاف «الحرازين»: «لطى صفحة سوداء من تاريخ الشعب الفلسطينى، قامت مصر مشكورة بتوجيه الدعوة لقادة الفصائل الفلسطينية للمشاركة فى اللقاء الذى يترأسه الرئيس أبومازن، كونه رئيس الشعب الفلسطينى».
وشدد على أن هناك العديد من القضايا التى تحتاج إلى موقف وطنى حر، بعيدًا عن أى إملاءات أو تدخلات خارجية، قد تفجر الاجتماع وتؤدى إلى فشله، من أهمها ضرورة إنهاء الانقسام، من خلال تشكيل حكومة وفاق وطنى أو حكومة وحدة وطنية، تعمل على إزالة جميع آثار الانقسام وتعيد توحيد مؤسسات السلطة، ومعالجة كل القضايا التى تهم الجميع، وعلى رأسها المواطن الفلسطينى.
وأضاف أن موضوعات الاجتماع تتضمن أيضًا الاتفاق على برنامج سياسى موحد، يهدف إلى وضع رؤية وطنية مُلزمة للجميع، ولا خروج عنها، لمواجهة المخططات الإسرائيلية الجارية على الأرض، واعتماد نهج مقاومة موحد فى مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وكذلك التوقف عن فكرة طرح البديل وخلق الأزمات والمزايدات السياسية.
وتابع: «آن الأوان لإعادة الشرعية الفلسطينية لتولى زمام الأمور، لأن الموقف الحالى يتطلب انضواء الجميع تحت منظمة التحرير الفلسطينية، وفقًا لميثاقها ونظامها وبرنامجها، لمواصلة المواجهة القانونية والدبلوماسية والسياسية للاحتلال من خلال المؤسسات والمحاكم الدولية، خاصة أن هناك محاولات لإبعاد البوصلة وحَرْفها عن وجهتها الحقيقية، فالمطلوب هو إزالة الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطينى وليس جلب حصار جديد ومعاناة أخرى لهذا الشعب الذى أنهكته الحروب والاستيطان والاعتقالات والأوضاع الاجتماعية والصحية المدمرة». وقال «الحرازين» إن الفلسطينيين يأملون فى نجاح اجتماع العلمين لينهى هذه الحقبة السوداوية والظلامية التى عايشها الشعب الفلسطينى، وأثرت على مجريات حياته وقضيته بالسلب وأعادته للوراء، وهذا يتطلب جهدًا مخلصًا وحقيقيًا ووطنيًا، من خلال التجاوب مع مبادرة الرئيس أبومازن، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى عدة اتفاقات سابقة.
«الشعب»:المصالحة الوطنية ضرورة قبل اجتماعات الأمم المتحدة
أكد وليد العوض، عضو المكتب السياسى لحزب «الشعب» الفلسطينى، أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية فى مصر، برئاسة الرئيس «أبومازن»، يأتى فى ظل ظروف صعبة ومعقدة، بعد غياب استمر سنوات، معربًا عن شكره لمصر لاستضافتها هذا اللقاء، إدراكًا منها واهتمامًا بالقضية الفلسطينية.
وأضاف «العوض» أن هذا الاجتماع يأتى قبيل أسابيع من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل، الأمر الذى يتطلب موقفًا فلسطينيًا واحدًا ورؤية فلسطينية موحدة تقدم للعالم لمحاصرة حكومة الاحتلال والتأكيد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
وكشف عن أن طاولة اجتماع العلمين بحثت عدة ملفات رئيسية، من أهمها الاتفاق على رؤية سياسية فلسطينية موحدة لمواجهة الحكومة الإسرائيلية الفاشية، على اعتبار أن كل الاتفاقات مع هذه الحكومة لم تعد قائمة، وأن العلاقة معها هى علاقة شعب تحت الاحتلال مع دولة محتلة غاصبة، من حقه أن يقاومها بكل الأشكال المتاحة، وفقًا للقانون الدولى.
وأضاف: «تعميق المقاومة الشعبية يتطلب الاتفاق على تشكيل قيادة موحدة، وترتيب البيت لتعزيز الصمود، مع تكثيف العمل الدبلوماسى والسياسى الفلسطينى لمحاصرة حكومة نتنياهو ومواصلة وتسريع تقديم المرافعات من الأشقاء والأصدقاء فى المحكمة الجنائية الدولية، مع تنظيم المواجهة الشاملة لهذه الحكومة، وتنفيذ قرارات المجلسين المركزى والوطنى الفلسطينى، ووقف كل اتفاقات التنسيق الأمنى مع الاحتلال، وكذلك الاتفاقات المباشرة وغير المباشرة معه».
وواصل: «ثانى الملفات المهمة على الطاولة هو ملف المصالحة الفلسطينية، لأنه لا يمكن لأى شعب أن يواجه مثل هذه الحكومة المتطرفة إلا بإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، ونحن نعتقد أن هذا الاجتماع يحمل رسالة للشعب الفلسطينى والعالم بأن هناك أهمية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة متفق عليها، تعمل على حل كل الأزمات ومعالجة جميع المشاكل، مع العمل على وقف الانتهاكات التى يتعرض لها الفلسطينيون سواء فى الضفة الغربية أو قطاع غزة».
وشدد على أن الظروف الإقليمية والدولية والوضع الفلسطينى الداخلى باتت تتطلب الاتفاق على حكومة واحدة ترسل رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطينى شعب موحد يسعى لإنهاء الاحتلال، ويسعى لإقامة دولته الفلسطينية، معتبرًا أن هناك مؤشرات إيجابية حول إمكانية التحرك باتجاه تحقيق ذلك، رغم الحذر من وجود بعض العراقيل والعقبات. وأتم: «انعقاد هذا الاجتماع المهم فى مصر بعد غياب سنوات يحمل رسالة مهمة مفادها أن مصر، وهى تذهب باتجاه تعزيز دورها ومكانتها، ما زالت تهتم كما تفعل دائمًا بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى».
«المجلس المركزى»:لا خيار سوى توحيد المؤسسات
شدد محمود الزق، عضو المجلس المركزى الفلسطينى، على أن اجتماع العلمين يستهدف توحيد الرؤية السياسية الوطنية فى اللحظة السياسية الراهنة، وتوحيد الأداء النضالى فى مواجهة سياسة الاحتلال الساعية لضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وأضاف «الزق»: «لا خيار فى اللحظة الراهنة لدى الشعب الفلسطينى وقواه السياسية سوى التوحد الوطنى فى مقاومة الاحتلال»، معربًا عن أمله فى أن يتحقق هذا الهدف، وأن يتم الاتفاق على كون منظمة التحرير الفلسطينية هى الإطار الشرعى للشعب الفلسطينى، والممثل الشرعى الوحيد له، وأن يتم التوافق خلال الاجتماع على تشكيل حكومة توافق وطنى لإدارة الشأن الفلسطينى، مع توحيد المؤسسات فى غزة والضفة، تمهيدًا لإجراء انتخابات وطنية شاملة.
«الجبهة الديمقراطية»: على الجميع الارتقاء إلى مستوى المسئولية والتحديات
قال طلال أبوظريفة، عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية الفلسطينية، إن الفصائل تبحث خلال اجتماع الأمناء كل ما يتعلق بالشأن الفلسطينى وسبل مواجهة حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، الماضية فى حسم الصراع من خلال سياسة الضم والترحيل والاعتقال والتهجير، وهدم المنازل والاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى لفرض التقسيم الزمانى والمكانى.
وأكد أن الاجتماع يمثل فرصة أمام الفصائل الفلسطينية لترتقى إلى مستوى المسئولية ومستوى التحديات التى تواجه القضية الوطنية الفلسطينية، وتحييد مخاطرها على المشروع الوطنى الفلسطينى، مشيرًا إلى أن هناك جملة من القضايا ستجرى مناقشتها، أولاها: كيفية بناء النظام السياسى الفلسطينى من خلال عملية ديمقراطية، وثانيتها: التوافق كخطوة على طريق إتمام العملية الديمقراطية وفق انتخابات شاملة لمجلس وطنى ورئاسى وتشريعى وفق التمثيل النسبى الكامل.
وأضاف أن نقطة الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية ترتكز على ٣ قضايا، القضية الأولى تنفيذ قرارات المجلسين الوطنى والمركزى والخلاص من اتفاقية أوسلو، والثانية استنهاض المقاومة الشعبية بجميع أشكالها وتشكيل القيادة الفلسطينية الموحدة التى من المفترض والطبيعى أن تقود كل التكتيكات المتعلقة بالمقاومة الشعبية، والمسألة الثالثة ضمان تنفيذ القرارات.
وأكد أنه من غير المسموح ألا يرتقى البحث بهذا الاجتماع إلى مستوى التحديات، مشددًا على العمل مع الجميع من أجل إنجاح هذا اللقاء ومن أجل قرارات ترتقى لمستوى ما تواجهه القضية الفلسطينية والتزام الجميع بآليات تنفيذ القرارات وتشكيل لجنة متابعة لكل مخرجات اللقاء.
أبومازن يشكر الرئيس السيسى
ثمَّن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، خلال كلمته فى افتتاح اجتماع الأمناء، الدعم والمساندة التى يقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، للقضية الفلسطينية.
وقال: «أتوجه بجزيل الشكر وعظيم التقدير لأخى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإلى مصر على كريم استضافتهم، وما قدموه من تسهيلات لانعقاد هذا الاجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، والشكر موصول لمصر الشقيقة على رعايتها المتواصلة لجهود المصالحة الفلسطينية، وحرصها الصادق على إنجاح هذه المصالحة من أجل حماية وحدتنا الوطنية ومصالح شعبنا ووطننا الغالى فلسطين، التى يجب أن تظل واحدة موحدة بشعبها وأرضها وقيادتها».
.. وهنية: أشقاء فى الدين والدم والمصير
وجَّه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، الشكر والتقدير إلى الرئيس السيسى، ومصر، على ما يبذلونه لمساندة القضية الفلسطينية، قائلًا: «الشكر والتقدير للسيد الرئيس السيسى ولإخوتنا وأشقائنا فى الدين والدم والمصير فى مصر على ما بذلوه فى سبيل هذه القضية فى كل مراحلها بدءًا بالشهداء الأبرار، وانتهاءً بهذا الجهد الذى لا يتوقف فى رعاية مصالح شعبنا وجمع كلمته، والحرص عليه باعتباره وقضيته جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها ومستقبلها».