أمسية ثقافية لمناقشة فيلم "بين التلين" بجمعية المهندسين المصرية
تعقد أمسية ثقافية لمناقشة الفيلم الوثائقى "بين التلين"، في تمام السادسة مساء بعد غد الثلاثاء، بجمعية المهندسين المصرية بشارع رمسيس بالتعاون بين جمعية المهندسين المصرية وجمعية المعماريين المصريين بالمشاركة مع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بحضور نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، على أن يديرها شيخ المعماريين المصريين الدكتور عصام صفى الدين أحد صنّاع الفيلم.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار وأحد صنّاع الفيلم بأن الأمسية تتضمن عرضًا خاصًا لفيلم "بين التلين" يعقبه الأمسية الثقافية لمناقشة الفيلم بحضور صنّاع الفيلم من التخصصات المختلفة وهم القس ويصا حفظى سعيد كاهن كنيسة ودير الملاك ميخائيل، خبير الترميم الدولي المهندس مجدى غبريال، خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، الدكتور إيفان إدوارد بولس أستاذ الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق جامعة الفيوم، الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك الأسبق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، الدكتور عمر فكرى مدير القبة السماوية بمكتبة الإسكندرية.
وأضاف أن الفيلم يؤكد ولأول مرة وقوع دير الملاك ميخائيل على مسار العائلة المقدسة من خلال قراءة علمية في كتاب الدكتور حجاجي إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا بعنوان "المعقول فى خط سير العائلة المقدسة في مصر" الذى أهدى منه نسخة لقداسة البابا تواضروس الثانى وارتباط موقع الدير بتل بسطة باعتبارها أول محطة رئيسية في الدلتا بعد عبورهم سيناء وشهدت عدة معجزات للسيد المسيح.
ويرصد الفيلم المعالم المعمارية لكنيسة الدير المبنية بالطوب الأحمر والحجارة يسقفها قباب مرتفعة على شكل صليب متساوى الأضلاع على نظام أديرة وادي النطرون، وتضم الكنيسة مدافن الرهبان الآباء القدامى وبئر قديم من أيام الملك شيشنق واللقان الأثري الذي يعود إلى القرن الرابع الميلادي المستخدم فى أعياد خميس العهد وعيد الغطاس وعيد الرسل، وكذلك مخطوطات ومقتنيات الدير ومنها ابريق نحاس وآنية زجاجية وأيقونات منها أيقونة للشهيدة دميانة والأربعين عذراء وأربعة أيقونات تعود إلى القرن 11م منها أيقونتان للملاك ميخائيل وأيقونة لأبو سيفين وأيقونة القديس مارجرجس من رسم فنان الخط الواضح كما أطلق عليه فى أوروبا حيث كان يحدد الأيقونة بخط أزرق واضح وبالدير أيضًا أيقونات من القرن 18م رسم أنسطاس الرومى وأيقونة القديس مارجرجس التى سميت دولة "جورجيا" على اسمه ولها حكاية خاصة.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن الفيلم يؤكد علميًا من خلال علماء الفلك المشاركين به ظاهرة تعامد الشمس على كنيسة الملاك ميخائيل في ظاهرة فلكية تحظى بزيارة المصريين مسلمين ومسيحيين ثلاث مرات سنويًا، أول مايو على مذبح القديس مار جرجس فى عيد استشهاده، و19 يونيو على مذبح الملاك ميخائيل فى عيده و22 أغسطس على مذبح السيدة العذراء فى عيدها ولكن حجبت أشعة الشمس عن هذا المذبح نتيجة إضافة مبنى خرسانى للخدمات الكنسية على واجهة الكنيسة عام 1984 وقد أكدها قبل ذلك عالم الفلك المرحوم الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء والأقمار الصناعية بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان الذى شهد بنفسه ظاهرة تعامد الشمس بالكنيسة وشاهد وعاين تعامد الشمس علي مذبح الشهيد القديس "مارجرجس" والتقط له صورة داخل هيكل الكنيسة وشعاع الشمس ساقطًا علي رأسه وأكد أن تعامد الشمس الساقط علي محور مذبح كل قديس في مناسبة يوم عيده بهذه الكنيسة الأثرية يختلف تمامًا عن مثيله الساقط علي وجه تمثال "الملك رمسيس الثاني" في معبده بأبو سمبل بأسوان.
وأردف الدكتور ريحان أن الفيلم يثبت إبداع وبراعة المهندس المصري المسيحي في توارث علم الفلك عن أجداده، وفى ضوء هذا يقدم الفيلم رؤية لكيفية استثمار دور الدير سياحيًا كأحد نقاط العائلة المقدسة الهامة ليقع ضمن مخطط الدولة فى تنشيط وتنمية المسار حيث يضيف إلى السياحة الروحية من الحج إلى مسار العائلة المقدسة السياحة العلمية من رصد تعامد الشمس والسياحة التاريخية لزيارة معالم الآثار المصرية القديمة كمتحف مفتوح فى تل بسطة القريبة من الدير.
وأعرب مارمينا شلبي مخرج الفيلم عن سعادته بإخراج فيلم من هذا النوع والذى سيكون له تأثيره على التنشيط لزيارة كنيسة ودير الملاك ميخائيل ووضع ظاهرة تعامد الشمس ضمن الاحتفالات السنوية لتعامد الشمس على الآثار المصرية القديمة متمنيًا بأن يكون الفيلم الخطوة الأولي لإنتاج هذه النوعية من الأفلام وأن يتبنى المسئولين والمستثمرين والمهتمين بالشأن السياحى فى مصر هذه النوعية من الأفلام التي تروج للسياحة الروحية وكافة المقومات السياحية فى مصر.