اليوم.. لاتين مصر يحتفلون بذكرى القدّيس كميلُس دي لالس
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس كميلُس دي لالس، الكاهن، الذي وُلِدَ في كييتي في ايطاليا عام 1550، التحق أولاً بالجندية، ثم ارتد إلى الرب وكرس نفسه لخدمة المرضى. درس اللاهوت وسيم كاهناً. ثم اسس جمعية اهتمت بخدمة المرضى وبناء المستشفيات. توفي في روما عام 1614.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "هاءَنذا أُرسِلُكم كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب". لاحظوا أنّ الربّ يسوع المسيح لم يكتفِ بإرسالهم نحو الذئاب، بل بين الذئاب، كي يتجلّى مجده بطريقة ساطعة أكثر، حين نرى الخراف تنتصر على الذئاب، خلال العيش بينها؛ وبدل أن تلاقي الخراف حتفها نتيجة عضّات الذئاب المتكرّرة، فإنّها ستتمكّن من تغييرها ومن حملها على التوبة. إنّ مهمّة تغيير النفوس أسمى بكثير من مهمّة قتلها. من خلال هذا الكلام، علَّمهم الربّ يسوع المسيح أن يظهروا طيبة الخراف بين الذئاب.
إنّ الذي يمارس خدمة التبشير، يجب ألاّ يُلحقَ الأذى بأحد، بل عليه أن يتحمّلَ الأذى الذي يلحقه الآخرون به. بهذه الطيبة، سيتمكّن من تخفيف غضب أولئك الذين يهاجمونَه؛ ومن خلال الشعور بآلام الآخرين، سيتمكّن من شفاء جراح الخطأة. وإن اضطرّ أحيانًا إلى معاقبة أولئك الذين يخضعون له بهدف تطبيق العدالة، يجب أن يكون الحبّ هو أساس غضبه وليس القساوة؛ ورغم مظاهر المحافظة على الانضباط، يجب أن يقدّم حبًّا أبويًّا لأولئك الذين يضطرّ إلى معاقبتهم. على العكس، هنالك الكثيرون من أصحاب النفوذ الذين يبدون متحمّسين لتعذيب الأدنى منهم، والذين يرغبون في تطبيق مبدأ رعب السلطة. فهم ينسون أنّهم آباء، وهذه المكانة التي تفرض عليهم التواضع، تصبح بالنسبة إليهم موضع غرور وسيطرة.