بعد دعم أمريكا لأوكرانيا.. هل تشعل القنابل العنقودية أزمة جديدة مع روسيا؟
يبدو أن قرار تزويد الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن أوكرانيا بالقنابل العنقودية سيشعل شرارة أزمة جديدة مع روسيا، التي اعتبرت- عبر تصريحات لعدد من مسئوليها- أن هذا القرار سيؤدي لقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء في أوكرانيا.
وقال جيك سوليفان، مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي، أمس، إن الرئيس بايدن اتخذ القرار "الصعب" بتسليم الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا بعد التشاور مع "الحلفاء والشركاء"، مشيرًا إلى أنهم لن يتركوا أوكرانيا بلا حماية.
انقسام في البيت الأبيض
يأتي هذا فيما قالت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، في تقرير لها اليوم، إن هناك حالة من الانقسام بين النواب الديمقراطيين حول قرار تزويد كييف بالقنابل العنقودية، معتبرين أن القرار غير أخلاقي، حيث يشجع على قتل المدنيين بشكل عشوائي تمامًا.
وانتقد كبار الديمقراطيين في لجنة قواعد مجلس النواب واللجان التي تمول البنتاجون ووزارة الخارجية القرار الذي اتخذه إدارة بايدن بنقل الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا.
وقالت النائبة بيتي ماكولوم (ديمقراطية)، العضو البارز في اللجنة الفرعية لتخصيصات الدفاع في مجلس النواب، إن هذا القرار غير ضروري وخطأ فادح، مؤكدة أن القنابل العنقودية هي "البؤس والموت".
من جانبها، قالت النائبة التقدمية باربرا لي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، العضو البارز في لجنة مجلس النواب، إنها "قلقة" من هذه الخطوة. كما صرح عضو لجنة قواعد مجلس النواب، جيم ماكغفرن، بأن هذا القرار سيسبب قطيعة مع المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا.
روسيا تهدد بالرد على القنابل العنقودية
من جهتها، حذرت روسيا من مغبة هذه الخطوة، فبحسب سيرجى تسيكوف النائب في مجلس الدوما الروسي عن القرم، قال إن استخدام القنابل العنقودية الأمريكية في أوكرانيا يمكن أن يتسبب بموت جماعي للسكان المدنيين.
وقال تسيكوف لوكالة أنباء "نوفوستي" إنهم يأملون في أن تعمل القوات المسلحة على تدمير هذه الذخائر قبل المباشرة باستخدامها.
من جانبها اقتبست المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تصريح المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض، جينيفر بساكي، بأن استخدام القنابل العنقودية جريمة حرب، لكن اليوم واشنطن تناقض نفسها.
وقالت زاخاروفا: "بعد عام ونصف، أعلن مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي بايدن، جيك ساليفان، عن قرار نقل ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا".
إدانات حقوقية لقرار بايدن
من جانبها، أدانت جماعات حقوق الإنسان جو بايدن بعد أن وافق على إرسال ذخائر عنقودية محظورة على نطاق واسع إلى أوكرانيا.
ووفقًا لما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن الذخائر العنقودية محظورة من قبل أكثر من 100 دولة خاصة مع قدرتها العالية على التدمير، حيث يمكن نثر عدد قليل منها في مساحة واسعة، ولكنها قادرة على قتل جميع الأهداف، مما يجعلها تشكل خطرًا على المدنيين.
وقالت الجارديان إن منظمات حقوق الإنسان انتقدت بشدة قرار الرئيس الامريكي، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 149 مدنيًا قتلوا أو أصيبوا في جميع أنحاء العالم بسبب السلاح في عام 2021 ، وفقًا لمرصد الذخائر العنقودية.
وقال بول هانون، نائب رئيس مجلس إدارة الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، إن قرار إدارة بايدن بنقل الذخائر العنقودية سيسهم في زيادة الخسائر الفادحة التي يعاني منها المدنيون الأوكرانيون على الفور ولسنوات قادمة، كما يضيف استخدام روسيا وأوكرانيا الذخائر العنقودية إلى التلوث الهائل الموجود بالفعل في أوكرانيا من مخلفات المتفجرات والألغام الأرضية.