"ذهابي إليه كان خطأ كبيرًا".. أسامة أنور عكاشة يتحدث عن تجاربه في المسرح

تحدث الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة عن تجاربه في المسرح وذلك خلال حوار صحفي نشر بجريدة “القاهرة” عام 2001.

يقول عكاشة: “عودتي لمسرح الدولة بعد تجارب في القطاع الخاص هي رجوع عن الخطأ، ذهابي للقطاع الخاص كان خطأ، أنا لا أصلح للقطاع الخاص، هو له قوانينه وهناك أساتذة فاهمون لتلك القوانين ويعرفون كيف يستغلونها، وناجحون جدا فيها، لكني لم أستطع التوائم مع تلك القوانين، وبالتالي ما خضته في القطاع الخاص كانتا تجربتين فاشلتين توهمت فيهما أنني قادر من خلال المسرح الخاص على عمل توليفة (الفكر والفرجة) ثم اكتشفت أن مسرح القطاع الخاص هو للفرجة فقط”.

وأضاف: “أعتقد أن الفرجة ليست عيباً فهي نوع من أنواع التلقي، ولكن ما وجدته في الفرجة أنها هزلية أو رخيصة وبالتالي كانت عروضاً ممسوخة، وأقول إن هناك مثلاً يقول إذا ذهبت إلى روما فافعل كما يفعل الرومان، لكني ذهبت إلى روما وفعلت كما يفعل الصينيون”.

كان دخول عكاشة للقطاع الخاص خطأ بسبب معرفته أنه خلق لإثارة المشاكل وتوجيه العين إلى مركز السؤال وليس فقط تقديم المسرحيات لإضحاك الجمهور بدون تدبر وتفكير فيما تشير إليه المسرحية من مواطن خلل وضعف: "طريقي الذي أحبه هو مسرح الدولة فقط".

ويكمل عكاشة أن انتقاله للدراما ليس لأن الدراما هي العالم الأمثل له، ولكن لأن ضعف المسرح المصري خلق بديلًا جديدًا بالنسبة إليه: “المسرح أبو الدراما ولولا الظروف السيئة التي يمر بها المسرح في مصر خلال ربع القرن الأخير لكنت كتبت للمسرح”.

وأسامة أنور عكاشة هو الكاتب المصري الكبير الذي أعلنت قناة “الوثائقية” عرضها للجزء الأول عن فيلم يتناول مسيرته في شهر يوليو الجاري، والفيلم يتناول سيرته وهو الذي يعتبر الأب الروحي للدراما المصرية، وكيف ولد في طنطا وانتقل لكفر الشيخ ورحلته حتى الصعود ليكون عميدا للدراما العربية.

والفيلم يشارك به مجموعة من نجوم مصر الذين تعاملوا مع هذا الكاتب الكبير وكيف كان فكره ورؤيته وإدارته للأمور، ومنهم إلهام شاهين، لوسي، عبد العزيز مخيون، صابرين والمخرج جمال عبد الحميد، كما يستضيف عددًا من النقاد والكتاب، ومنهم: سيد محمود، عبد الله السناوي، ماجدة موريس وحمدي عبد الرحيم.

وعكاشة الرجل الذي يقاوم بالدراما وعلى الأرض وكيف تسببت آراؤه في خلخلة الرؤية للعديد من الامور حتى وصل الامر إلى رفع دعوى حسبة للتفريق بينه وبين زوجته بعدما تحدث في لقاء عن عمرو بن العاص وغيرها من الأمور.