بعد تجاهلها لعقود طويلة.. كيف تواجه فرنسا اليوم أزمة العنصرية والتمييز العرقي؟
لم يتم الكشف عن هوية ضابط الشرطة الذي قتل مراهقًا فرنسيًا من أصل جزائري الأسبوع الماضي، ولكن الحادث كشف عن أزمة كبرى في المجتمع الفرنسي.
وبحسب موقع "ريبابليك وورلد" الأمريكي، فإن التمييز العرقي والعنصرية أمور غير موجودة في فرنسا بشكل رسمي أو قانوني، لكن وفاة الشاب الفرنسي البالغ من العمر 17 عامًا من أصول جزائرية، والتي دفعت مثيري الشغب إلى الشوارع، كشفت عن مشاعر عميقة بشأن وجود العنصرية المنهجية الكامنة في فرنسا.
العنصرية الفرنسية
وتابع الموقع أنه تم تصوير الشاب المقتول نائل على أنه “جورج فلويد” الفرنسي والذي لاقى حتفه في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب لون بشرته السمراء، كما أن الحادث كشف عن كارثة مجتمعية تجاهلت الحكومات الفرنسية المتعاقبة، وهو العنصرية، بالرغم من إدعاء النخبة السياسية في فرنسا دائمًا أنها لا تتعامل مع المواطنين على أساس العرق، وأن العنصرية شئ غير موجود، حيث قال قائد شرطة باريس، لوران نونيز، يوم الأحد، إنه صُدم من استخدام مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لمصطلح عنصرية في انتقاده لقوات إنفاذ القانون الفرنسية وقال إن الشرطة لا تتعامل بعنصرية.
وأضاف أن فرنسا وخصوصًا فرنسا البيضاء لا تميل إلى تأطير مناقشة التمييز وعدم المساواة من منظور الأبيض والأسود، حيث يعتبر بعض الفرنسيين أنه من العنصرية حتى مناقشة لون البشرة، ولا أحد يعرف عدد الأشخاص من مختلف الأعراق الذين يعيشون في البلاد، حيث لا يتم تسجيل هذه البيانات.
قالت إيمان الصايفي، 25 عاما، وهي من سكان نانتير، إحدى ضواحي باريس التي قُتل فيها نائل، إنهم يقولون إننا جميعًا فرنسيون، لذلك بالنسبة لهم، من العنصري أن نفعل شيئًا كهذا.
وتابعت أنه في حين أن موضوع العرق لا يزال من المحرمات ولكن الحادث كان خطوة نحو التحدث بصراحة أكثر عن ذلك.
وأشارت إلى أن الأشخاص الذين تظاهروا في شوارع نانتير بعد وفاة نائل ليسوا بالضرورة عربًا وليس بالضرورة من السود، كان هناك بيض وبعض الفرنسيين الحقيقيين، الجميع يعلم أن ثمة أزمة حقيقية في المجتمع الفرنسي يخشى الجميع التحدث عنها
وأوضح الموقع الأمريكي، أن الدستور ينص على أن الجمهورية الفرنسية وقيمها تعتبر عالمية، ما يعني أن جميع المواطنين لهم نفس الحقوق بغض النظر عن الأصل أو العرق أو الدين، ومحاولة مناقشة عدم المساواة العرقية دون ذكر العرق أمر مرفوض تمامًا.
وتابع، أن الأمر يفوق العنصرية بين المواطنين، فحتى الحكومة نفسها لا تهتم بالضواحي أو الأحياء التي يكون غالبية سكانها من الأعراق المختلفة سواء عربية أو آسيوية أو إفريقية
ووصف بيان صدر الأسبوع الماضي عن التحالف الوطني للشرطة، مثيري الشغب بأنهم حشرات، ما دفع البعض للتحدث صراحة والقول إن فرنسا بها عنصرية.
قالت ستيلا عاصي، البالغة من العمر 17 عامًا والمولودة في باريس والتي كانت تمر بمبنى البلدية في نانتير: "إذا كان والداك من بلد آخر، فأنت غريب قد لا تتعامل بشكل سئ ولكن لن تلقى معاملة جيدة أيضًا مثل الفرنسيين البيض".
وتابعت: "لا زالنا نتحمل إرث وتبعات الاستعمار الفرنسي الطويل لإفريقيا والبحر الكاريبي، حيث تسببت الهجرة التي حدثت في فترة الاستعمار في إثارة الجدل والانقسامات، والنتيجة أن الحكومة ترفض التعامل علانية مع قضايا العرق والعنصرية".