"البحث عن السعادة".. ريم بسيوني تروي قصة اهتمامها بالصوفية
في كتابها الصادر حديثًا عن "دار المعارف" بعنوان "البحث عن السعادة"، تخوض الروائية والأكاديمية ريم بسيوني رحلة تاريخية وفكرية عبر الصوفية منذ العصر الأموي وحتى العصر المملوكي، لتركز على مفهوم السعادة المرتبط بالرضا، ورحلة المفكر الصوفي للوصول إلى مقام الرضا الذي يعد أعلى مقام عند الصوفيين.
بداية الاهتمام بالصوفية
في مقدمة كتابها روت الكاتبة قصتها مع الاهتمام بالصوفية في وقت باكر وصولًا إلى خروج هذا الكتاب إلى النور فقالت: "اهتممت بالصوفية منذ الصغر وقرأت للغزالي في مراحل مختلفة من عمري، ولكن وأنا أكتب رواية "سبيل الغارق" زاد اهتمامي بالصوفية، وبدأت رحلتي من البحث ثم قررت أن أبحث في اللغة المستعملة في التصوف وأفهم أكثر عن اللبس الذي يقع فيه البعض بالنسبة للفكر الصوفي. أستمتع بالبحث دوما إذا كان عن شيء أحبه، وأخلص له بشغف وشوق. وهذه المرة كان هناك بعض المرشدين في الطريق أحيانا دون أن أطلب".
وعن المرشدين الذين ساعدوها في طريق الصوفية سردت بسيوني قصة أحدهم قائلة: كنت يوما في مكتبة المعارف في الإسكندرية أبحث كعادتي عن كل الكتب الصوفية، وحينها كنت أقرأ للغزالي وابن عربي، وكان هناك رجل يقف أمام رف الكتب الذي أريد أن أبحث فيه، لم يتحرك وهو يراني أحاول البحث، ولكنني خجلت أن أطلب منه أن يتزحزح فسألت عن الكتب أمين المكتبة فبدأ يبحث لي، والغريب أن الرجل التفت لى فجأة، وكان طويلا في منتصف العمر يمتزج شعره القليل بالبياض أتذكره جيدا، التفت إلى ثم أمسك بكتاب مختبئ داخل الأرفف العالية وأعطاه لي قائلا: هل قرأتِ هذا الكتاب؟ .
شرح الحكم العطائية
تابعت بسيوني: دهشتي كانت كبيرة أولًا لأنه كان صامتا طوال الوقت وثانيا لأنه اختار كتابا بعينه، ولم أزل أتذكر الكتاب كان كتاب "شرح الحكم العطائية" تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود، ولم أكن قد قرأت شيئًا عن الشاذلي بعد ولا عن ابن عطاء السكندري.. وجدت نفسي آخذ الكتاب وأدفع ثمنه وأشكر الرجل وبدأت في قراءته على الفور.
وتحدثت بسيوني عن كيف قادها هذا الكتاب الذي أقتنته صدفة إلى البحث عن عبد الحليم محمود والتركيز على قراءة كتبه والآفاق التي فتحها لها حول الطرق الشاذلية والمعاني الصوفية.
كما سردت بسيوني في مقدمتها قصتها مع مرشدين نحو طريق الصوفية عرفتهم عن طريق الصدفة أو آخرين قادوها نحو هذا الطريق دون تخطيط مسبق ومنهم صديقتها التي روت قصتها معها قائلة: في الفكر الصوفي ما نكتب وما نفعل هو تكليف من الله. كنت يومًا أتكلم مع صديقة لي صوفية وأخبرتها عن حكايتي مع مسجد السلطان حسن وكيف وجدت نفسي مشدودة إليه وأريد الكتابة عنه وعن قصته فقالت في ثقة هذا ليس انجذابًا هذا تكليف.