لاتين مصر يحيون ذكرى القدّيسة أليصابات ملكة البرتغال
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيسة أليصابات، ملكة البرتغال، ولدت عام 1271 من سلالة ملوك أراغونا: تزوجت من ملك البرتغال وهي بعد فتاة صغيرة. فولدت ابنين. وتحملت الصعوبات والشدائد بالصلاة وبأعمال المحبة. لما توفي زوجها وزعت أموالها على الفقراء، وارتدت الثوب الرهباني في الرهبنة الثالثة لمار فرنسيس. توفيت عام 1336 وهي تسعى لتوقيع معاهدة سلام بين ابنها ونسيبها.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ليس لتقليد المسيحيّين مصدر أرضيّ؛ فما يحافظون عليه بكلّ عناية ليس من اختراع إنسانٍ مائت... في الحقيقة، إنّ الكليّ القدرة بذاته، خالق كلّ الأشياء الّذي لا يُرى، أي الله نفسه، قد أقام الحقيقة لدى البشر عندما أرسل من أعالي السماوات كلمته، الكلمة القدّوس الّذي لا يُسبر، وثبّته في قلوبهم.
لم يُرسِل الله إلى البشر، كما يستطيع البعض التخيّل، أحدَ المرؤوسين، أو ملاكًا أو إحدى الأرواح الموكلة بالأمور الأرضيّة أو التي قد عُهد إليها مُلك السماء ولكن أرسل إليهم حقًّا من هو "باني ومهندس" الكون. فبه خلق الله السماوات، وبه حدّ البحر في حدوده؛ هو الّذي تطيع العناصر الكونية بأمانة قوانينه الخفيّة؛ هو الّذي تلقّت منه الشمس القاعدة الّتي تتبعها في مسارها اليوميّ؛ هو الّذي يطيعه القمر، لامعًا خلال الليل؛ هو الّذي تطيعه الكواكب الّتي ترافق القمر في مساره. منه تلقّت كلّ الأشياء مكانتها وحدودها وترابيتها: السماوات وكلّ ما هو في السماوات؛ الأرض وكلّ ما هو على الأرض؛ البحر وكلّ ما في البحر، النار، الهواء، الهاوية، العالَم العُلويّ، العالم السُفليّ، المناطق الوسيطة: هو الّذي أرسله الله إلى البشر.
ولم يرسله للتعسّف، والخوف والفزع، كما يمكن أن يعتقد العقل البشريّ - أبدًا! بل بكلّ طيبة ووداعة، أرسله كما يرسل المَلك ابنه.. أرسله كما يناسب البشر: ليخلّصهم بالإقناع، لا بالعنف. فلا يوجد عنف في الله.