محمد بوشى: تعثر وقف إطلاق النار فى السودان بسبب تدخلات الإخوان
قال السياسي السوداني محمد حسن بوشي، إن الهدنة في السودان تتعثر بسبب وجود طرف ثالث في المعركة، وهم جماعة الإخوان في السودان، أو النظام البائد الذي أُسقط بثورة شعبية ولكن يريد أن يعود للسلطة مرة أخرى عن طريق تدمير السودان، فهو الذي يقف أمام نجاح أي هدنة لأنه ليس من مصلحته أن تقف الحرب ولكن مرتبط بالعودة إلى السلطة وأن يدمر السودان تماما لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف بوشي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك أطرافا جديدة إقليمية وإفريقية دخلت على خط الوساطة لإنهاء الأزمة، فقد تقدم الاتحاد الإفريقي بمقترح للحل، وكذلك تقدمت مصر بمقترح نقل المفاوضات إلى القاهرة.
وأضاف بوشي: "الحلان الإفريقي والمصري يأتيان لدعم السودان، وكل الحلول بالنسبة للمواطنين السودانيين جيدة طالما يمكن أن توقف هذه الحرب وبشروط الشعب السوداني، لذا أي جهة تريد أن تتبنى موقف التفاوض وإيقاف هذه الحرب يجيب أن تقف بشروط الشعب السوداني والتأكيد على أن السودان لديها جيش واحد".
وقال السياسي السوداني إنهم لا يريدون توقف الحرب فقط وأن يعود الوضع كما كان عليه بوجود قطبين ثنائيين أو جيشين، لكن نريد أن يكون للسودان جيش واحد، وأن يدمج الدعم السريع مع الجيش، وتسريح ما يمكن تسريحه وتقديم من ارتبكوا الجرائم في حق المواطنين ومارسوا القتل والاغتصاب طوال الأيام السابقة للمحاكمة فورا.
وأكد بوشي أن الحرب أشعلها جنود الميليشيات، وبالتالي يجب أن يتم الاتفاق على خريطة طريق واضحة سياسياً للعودة إلى مدنية وديمقراطية الدولة في الفترة الانتقالية، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات حرة نزيهة، وليستكمل الشعب السوداني أهداف ثورته في بناء دولة وطنية مدنية.
وأشار السياسي السوداني إلى أنه بعد هجوم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" على الجيش من المتوقع اتساع الصراع، وبالنسبة للحرب الجارية إذا لم يوضع لها حد فسيتوسع نطاقها في اتجاهات قد لا يعلمها ولا يتوقعها أحد.
تداعيات استمرار الحرب فى السودان
وأكد بوشي أن استمرار الحرب في الخرطوم نذير شؤم لاندلاع حرب أهلية شاملة في كل السودان، وللأسف الشديد واهم من يتوقع أن هذه الحرب ستكون في الخرطوم وإذا استمرت ستنتهي في الخرطوم فقط، لأن الحرب تأثيرها سيكون في كل السودان، والآن بدأت تظهر تداعيات الحرب في كل السودان، ولكن التداعيات ليست بالرصاص فقط والموت وإنما الأزمة في الحروب عدم توافر السلع والمنتجات في كل ولايات السودان، وشح في الخدمات والسلع، بخلاف انهيار التعليم والصحة وغيرهما من الخدمات.
وأكد بوشي أن استمرار الأزمة سيوسع من رقعة الحرب وخلق الكثير من الأزمات والمزيد من النازحين والمزيد من الأزمات والمرض والفقر والتشرد وخلق أزمات حقيقية، بالإضافة إلى كل الجرائم التي تقوم بها الميليشيات من السرقة والنهب واحتلال للبيوت وانتزاع للأملاك، لذا استمرار الحرب يعني استمرار استنزاف السودانيين، فلا يوجد شخص يدفع الثمن الآن سوى المدنيين السودانيين وليس الأطراف المتحاربة.