عراقيون لـ"الدستور": من حرق القرآن يحاول كسب رضا السويد من أجل الإقامة والمال
أثار حادث إحراق القرآن الكريم في السويد على يد متطرف من أصول عراقية، ردود فعل غاضبة في مختلف دول العالم، مع مطالب دولية وعربية بوقف مثل تلك الانتهاكات بحق الدين الإسلامي واستفزاز مشاعر أكثر من 2 مليار مسلم حول العالم.
وكان هناك ردود فعل غاضبة في الداخل العراقي على مستوى الحكومة الرسمي وأيضا على المستوى الشعبي، مع وجود مطالب بتسليم هذا الشخص إلى العراق وتحويله للمحاكمة وفقا للدستور والقوانين العراقية.
ونرصد من خلال التقرير التالي أبرز ردود الفعل الغاضبة في العراق، وما هي مطالب العراقيين بعد هذا الحادث المتطرف.
العواد: العراقيون يرفضون الأفعال المسيئة للأديان السماوية
من جانبه، قال الإعلامي العراقي محمد العواد، هذا الفعل مشين، صحيح أن الشخص الذي قام بالفعل من أصول عراقية لكن هذه الأفعال لا تمت بالعراقيين بأي صلة، وكل العراقيين من كل الديانات يرفضون هذه الأفعال المسيئة للأديان السماوية ولا سيما الدين الاسلامي.
وأضاف العواد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا السلوك الذي قام به هذا الفرد سلوك منحرف ويتعارض مع تعاليم الأديان السماوية، متابعا: "حتى الإخوة المسيحيين في العراق يرفضون تلك الأفعال وكان هناك بيانات ترفض ما اقترفه هذا الشخص الشاذ بحق الدين الإسلامي".
وأشار العواد، إلى أن كافة ردود الأفعال في العراق رافضة وهناك إدانات واسعة وكبيرة من قبل الأوساط السياسية والشعبية وعلى المستوى الرسمي الحكومى وعلى المستوى الديني والإعلامي، كل الأوساط في العراق ترفض هذا الفعل الشنيع باستهداف مقدسات المسلمين والإقدام على إحراق المصحف الشريف في السويد.
وأوضح العواد، أن هناك مطالبات من قبل القضاء العراقي باستقدام هذا الشخص الذي قام بحرق القرآن لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وفقا لقانون العقوبات العراقي وهذا وفقا لما أصدره القضاء العراقي بشأنه وكان هناك مظاهرات شعبية أمس واليوم من أجل رفض هذا الاستهداف .
وأضاف العواد، أن هذا الحادث يثبت ازدواجية الغرب التي تتحدث عن حماية الحريات والحقوق الدينية والأديان وتعطي وتفسح المجال أمام هؤلاء الشواذ من أجل استهداف الديانات المقدسة والتطاول على أكثر من 2 مليار مسلم يشكلون 25% من سكان الكرة الأرضية حول العالم.
الصاحب نطالب الحكومة العراقية بإصدار مذكرة اعتقال بحق المتطرف عن طريق الانتربول
من جانبه، قال علي الصاحب المحلل السياسي العراقي ورئيس المركز الإقليمي للدراسات، هذا الفعل الشنيع والقبيح الذي مورس على مرأى ومسمع الشرطة السويدية له أبعاد وتداعيات خطيرة من شأنها أن تهدد السلم العالمي والتعايش السلمي بين الأديان، فعندما تستفز مشاعر ٢ مليار مسلم بالعالم بحرق القرآن الكريم فهذا تصرف مرفوض ومستهجن ويجب اتخاذ الطرق القانونية والدبلوماسية بمنع تكرار هكذا أفعال من شأنها أن تشعل فتيل أزمة عالمية.
وطالب الصاحب الحكومة العراقية والقضاء العراقي بإصدار مذكرة قبض بحق هذا الشخص عن طريق الانتربول ومحاكمته، وتقديم اعتراض شديد اللهجة إلى الحكومه السويدية، لا سيما وأن هناك حالات مشابهة أقيمت على أراضيها.
وأكد الصاحب، أن الأمم المتحدة عملت على احترام الأديان والمعتقدات ومنعت التحريض على الكراهية.
عماد يطالب الدول العربية والإسلامية بأن يكون لديها موقف صريح وواضح
فيما قال الكاتب الصحفي أحمد عماد، إن ردود الفعل الشعبية فى العراق لم تكن الأولى من نوعها مع استمرار التجاوز على المقدسات والثوابت الدينية والإسلامية وآخرها ما حدث من عملية حرق القرآن في السويد وهي لم تكن الحادثة الأولى في السويد وسبقها العديد من الحوادث والموافقات من قبل السلطات السويدية التي أجازت حرق القرآن.
وأضاف عماد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن آخر تلك التجاوزات في السويد قيام شخص عراقي يسكن الموصل وعليه أحكام قضائية وقانونية، ذهب للسويد ومن هناك طلب اللجوء وقام بحرق القرآن الكريم من أجل كسب رضا السلطات السويدية والحصول على امتيازات مالية وإقامة وغيرها.
وأوضح أن الشعب العراقي وردود الفعل جاءت سريعة بدءا من بيان رئيس التيار الصدري مقدتر الصدر الذى دعا أنصاره إلى وقفة احتجاجية ضد هذا الفعل المشين، وبالفعل خلال دقائق من بيان الصدر نزلت الجماهير إلى الشوارع أمام السفارة السويدية واقتحمته وقاموا بإنزال العلم السويدي ورفع العلم الإسلامي وتم إجلاء وإخراج الطاقم الدبلوماسي والرعايا السويدين العاملين بالسفارة، مؤكدا أن تلك التظاهرات سوف تستمر وهناك مظاهرات كبيرة سوف تشهدها العاصمة وبقية المحافظات.
وأشار إلى أنه كان هناك بيان من المرجع الديني الأعلى للشيعة علي السيستاني، وجهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة وطالب الأمين العام بإجراءات قانونية للحد من هذه الأفعال التي سوف تزيد من الكراهية والعنف والتصادم في المستقبل واتخاذ إجراءات سريعة لعدم التجاوز بحق الإسلام والمسلمين والقرآن الكريم، وخاصة أن الجميع يؤمنون بوجود الذات الإلهية ويجب احترام المقدسات الدينية.
وتابع عماد: “هناك نقطة هامة وهي أن السلطات السويدية والاتحاد الأوروبي بشكل عام ما زالوا يستهينون ويقومون بأعمال غير منضبطة وحتى على المستوى الدبلوماسي كيف يعطون الموافقة على إحراق القرآن في دولة ولديها من العلاقات الدولية والاقتصادية والدبلوماسية، وتجيز حرق القرآن هذه نقطة تحول كبيرة سوف يشهدها العالم على مستوى الفكري والعلاقات الدولية وغيرها”.
وطالب الدول العربية والإسلامية بضرورة أن يكون لديها موقف صريح وواضح ويجب أن يكون هناك عملية ردع علي جميع المستويات .
الجبوري: هناك هجمة على الإسلام من قبل العديد من الجهات والجماعات المتطرفة
فيما قال عباس الجبوري مدير مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية، إن حرق القرآن الكريم ليست ثقافة الإسلام ولا يمكن لمسلم على وجه الطبيعة أن يحرق كتاب الله ولكن هناك شواذ وهذا الرجل ربما لم يكن مسلما لأن العراق به تنوع كبير، مشيرا إلى أن هذا المتطرف لم يكن مستقرا في العراق ولم يكن مثقفا بثقافة القرآن ولا بدين العراق ولكنه عاش في السويد وتطبع بالثقافات الأوروبية التي لا تؤمن بالإسلام.
وأضاف الجبوري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك هجمة على الإسلام من قبل العديد من الجماعات والأديان المتطرفة ودول الاستكبار الاستعماري كلها اليوم لديها هجمة على الدين الإسلامي، ويحاولون التلاعب بمشاعر المسلمين حول العالم.
وأكد الجبوري، أن هذا الشخص لا يمت بالعراق بصلة، فهو مثقف بثقافة أوروبية وهناك جهات دفعت له أموال والأموال أغرته حتى يتحدث بهذا الشكل، متابعا: “رأينا من تطاول على القرآن من قبله كيف كان مستقبلهم حتى من الأوروبيون منهم من مرض ومات أو حرق أو تعرض لحادث”، مؤكدا أن من يعتدي على كتاب الله فهو يعتدي على الخالق وأنبياء الله والرسل.
وشدد الجبوري، على أن العراقيين أكبر من هذا الشيء والدليل على ذلك المظاهرة أمام السفارة السويدية وإعطاء رسالة واضحة بأن العراقيين لن يسمحون لأحد بأن يسيئ إلى الإسلام والمسلمين.