لا سلام فى عمارة السلام.. "عقار الإسكندرية".. العيد لن يمُر من هنا
أحزان وصرخات ودموع رسمت المشهد هُنا.. مرّ يوم، لكن حادثًا مريرًا لم يمُر سلامًا على سكان عمارة السلام بشارع خليل حمادة في ميامي بالإسكندرية.
انطفأت فرحة العيد، وانتهت حكايات بعضهم من الحياة، وتشرد الآخرون ليُصبح الشارع ملاذهم الآن، بعد أن كانت جُدران تحميهم كغيرهم من البشر.. لكنها انهارت في لمح البصر.
قسوة المشهد لا تسعها الأسطر كما يشعر بها قلوب أهالي وذوي عمارة السلام، وأعينهم تزوغ يمينًا ويسارًا بحثًا عن من فقدوهم أسفل الحطام، لتتلاشى كل المخططات ويكون البديل الوحيد أن يجدوا جثامينهم تحت الأنقاض بعد مرور أكثر من ٢٤ ساعة.
وأشهر طويلة منذ توجه بعض السكان بشكاوى من ممارسات مالك العقار.. أعمال هدم وبناء لا تتوقف، وتُعرض حياتهم للخطر.. استغاثات لم تُغير الحال، وبدأ الوقت يندثر نحو نهاية حذّر منها الضحايا قبل رحيلهم.
«العمارة بتوقع».. كانت كلمات أحدهم قبل أن تتهاوى أجزاؤه فينهار مشطورًا من المنتصف، ويتحفظ العقار المنهار على جثمانه أسفل أنقاضه، ضجيج وأصوات لم تنقطع، وأصوات باتت من الماضي تحت أنقاض المنزل، لتنتهي ضحكات وابتسامات وأحلام في لحظات الألم، ليسكن المشهد، لم يقطعه سوى دقدقة جرارات البحث التي تزيح ما تبقى من أنقاض عقار السلام، وليزيد عليه صوت أهالي المفقودين والذين يأتون لموقع حادث الانهيار من الحين للآخر في صرخات مستغيثة ناطقة بأسماء من فقدوا.
مصابون انتشلتهم قوات الحماية المدنية بعد الانهيار، لكن بلاغات وردت بثمانية مفقودين تحت الأنقاض.. هكذا تحدث اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، بينما كانت الجهود للتواصل لانتشال المفقودين، قبل أن تتوصل الحماية المدنية لثلاثة منهم.. ولكن.. ماتوا جميعًا.
عبدالله يوسف محفوظ سلام، ١٣ سنة، حمدي السيد أحمد حسين، 41 سنة، مصطفى عثمان «سوداني»، ٢٢ سنة، هكذا ضمت قائمة الضحايا، بينما تظهل الجهود جارية للبحث عن آخرين.
أعين تُراقب في حزن مع خروج كل ضحية، بينما آخرون ينظرون أجزاءً أسمنتية كانت قبل وقت قصير منزلًا يأويهم.. لم تعد هذه الجدران تحتمل طرقات أكثر من مالك العقار، فانهارت فوق ساكنيها.