مأمون الشناوى يهجر لعب "الكورة" من أجل "الأجنحة المتكسرة"
يعد مأمون الشناوي الشاعر الكبير، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1994، واحدًا من أبرز الشعراء المصريين في القرن العشرين، وواحدًا من جيل الرواد الأوائل في النهضة الشعرية.
تعاون مأمون الشناوي مع نجوم الطرب والغناء في مصر والعالم العربي، حيث تغني له مشاهير الفن وفي مقدمتهم كوكب الشرق أم كلثوم.
وخلال أحد لقاءاته الإذاعية، تحدث مأمون الشناوي عن بداياته في عالم الشعر والفن، وكيف بدأت علاقته بالأدب وعالمه.
وعن المؤثرات التي دفعت به لعالم الشعر قال مأمون الشناوي: كنت أندهش جدًا أن شقيقي "كامل" كان يهتم بالشعر والأدب، في ذلك الوقت كان عمري 11 سنة، وكانت هوايتي لعب الكرة في الحارة أو لما أهرب من المدرسة نلعب في جنينة الملاهي، إلى أن حدث في ذات يوم وكنت قد "زوغت" من المدرسة وكنت في سنة رابعة ابتدائي، ولفت نظري أحد باعة الكتب على الرصيف، ووجدت كتاب اسمه "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران.
أخذت أقرأ في الكتاب حتي يحين موعد انتهاء اليوم الدراسي لأعود للبيت، الكتاب شدني بشدة وشعرت بأن الكتاب حاجة عظيمة، ومن هنا بدأت الاهتمام بالقراءة خاصة الشعر، وموضوعات كان يحدثني فيها شقيقي كامل فبدأت الاهتمام بها، وأصغي إليه وأستمع له لأعرف الجماليات التي يتحدث عنها في الشعر.
ــ مكتبة والد مأمون الشناوي بوابتي للشعر
ويمضي الشاعر مأمون الشناوي في حديثه عن الشرارة الأولي التي منها انطلقت مسيرته الإبداعية في عالم الشعر: كان لدى أبي مكتبة ضخمة جدًا تحتوي علي أعمال كل شعراء العرب من يوم ما ربنا خلقهم حتي العصر الحديث.
ووالدي كان من رجال القضاء الشرعي، فبدأت انتقاء واختيار الكتب التي أقرأها وأحيانًا بإرشاد والدي، فمثلًا كنت أطلب منه كتب "المتنبي" لأنني سمعت عنه، فيبدأ أبي في الحديث معي عنه وعن شعره خاصة أن أبي كان محبًا للأدب، وكان يقرأ الشعر أحيانًا في المناسبات العائلية.
ــ أثر كامل الشناوي على شقيقه مأمون
ويضيف مأمون الشناوي، عن أثر شقيقه الأكبر كامل الشناوي في توجيهه نحو عالم الشعر والأدب: لم يؤثر علي شقيقي "كامل"، في شىء سوى أنه جعلني أحب الشعر والأدب، وأهتم بهما، وأحاول أن أكتب الشعر كما كان يفعل هو، فكنت أكتب شعري وأسمعه له، وهو بدوره أيضًا يسمعني قصائده.
وحول ما عرف عن كامل الشناوي من تدبيره للمقالب الظريفة لأصدقائه، وأنها كانت من وحي أفكار مأمون الشناوي، يلفت الأخير إلى أنه: هذا صحيح، لكن كامل لم يكن ينسب لنفسه هذه الموضوعات، إنما كان يقول إن شقيقي مأمون هو من يقول هذه الأمور والأشياء.