تمرد فاجنر.. هل يؤثر على الرئيس الروسى وسيطرته على القوات المسلحة؟.. خبير يجيب
قال أحمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن القيادة الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نجح في تنفيذ وساطة من خلال بيلاروسيا مع قوات فاجنر عقب الانقلاب وتم الاتفاق علي عدد من البنود، منها توقيع مقاتلي فاجنر الذين لم يشاركوا في التمرد، وتم الاتفاق مع وزارة الدفاع الروسية بشأن هذه المسألة وعلاوة على ذلك، لن يُلاحَق مقاتلو فاجنر قانونياً.
وأشار السيد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشخصية هو زعيم قوي ومنظم، ويرجع ذلك أساساً إلى دعم فريق العمل الذي يحيط به والذي يعمل بالتنسيق والهدف والولاء بقيادته في كل المجالات بما في ذلك الاقتصاد والعسكرية والأمن، يثق الموظفون والعاملون في بوتين ويعملون بولاء عالٍ له ولأجندته، حتى تعرضت النخبة الروسية لبعض العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة والدول الغربية، ومع ذلك لم يحدث أي تأثير على موقفهم بالنسبة للدعم الذي يقدمونه لبوتين.
وأضاف السيد لا شك أن حادثة التمرد الأخيرة ستؤثر على السياسة الداخلية في روسيا، وسوف تؤثر على روح المعنويات للجنود الروس في مناطق الخلافات والنزاعات، بالإضافة إلى ذلك، قد لا يكون لهذه الحادثة وقع مباشر على القوات المسلحة، ولكن يمكن أن يؤثر على اتجاه الحكومة بشأن السياسات الأمنية والدفاعية.
وأوضح السيد أنه من المتوقع أن تجري روسيا حملة موسعة لكشف حقيقة الأحداث، والتحقق من معلومات وشهادات الشهود، وقد يؤدي هذا إلى تحركات من جانب الحكومة بحق الأشخاص الذين يشتبه بتورطهم في الحادثة، ولكن لا توجد معلومات محددة حول كيفية تأثير هذه الحادثة على الجنود الروس.
وتابع السيد "يمكن أن تحدث حملات موسعة في المستقبل لكشف الخونة ومحاسبة المسئولين عن حادثة التمرد، وقد يوجد اعتقالات لبعض الأشخاص الذين تورطوا في الحادثة، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، كما يمكن أن يحدث تعديلات لقيادات العسكرية، وذلك لتحسين الأداء العسكري وتطوير القوات المسلحة، ويمكن أن تكون خلافات الرئيس بوتين مع بعض القادة العسكريين في روسيا هي الدافع الرئيسي لحدوث هذه الحوادث، والتي قد تؤثر على الاستقرار في البلاد، مشددا على ضرورة التأكد من صحة المعلومات قبل اتخاذ أي إجراءات، والتحقق من التفاصيل والأدلة بشكل كامل ودقيق.
وأكد السيد أنه من المهم دعم القوات العسكرية في جميع المدن والمناطق المهمة في روسيا، وهذا يتطلب تطوير القوات المسلحة وتحسين الأداء العسكري، بما في ذلك تقديم التدريب اللازم والتجهيزات العسكرية الحديثة، بالإضافة إلى ذلك، يجب على الرئيس بوتين أن يعمل على تقليل الخلافات بين قادة الجيش وضمان استقرار الأوضاع الداخلية والخارجية في روسيا.
السيد:الأيام المقبلة قد تشهد بعض التغييرات في القيادة العسكرية الروسية
وأشار السيد إلي أنه من المهم أيضًا أن يكون هناك احترام للقانون والمؤسسات الحكومية، وتجنب الاضطرابات والاضطرابات الداخلية، لافتا إلي أن الرئيس الروسي قد يتخذ بعض القرارات السريعة في الأيام المقبلة، وهذه القرارات يجب أن تكون عادلة وتعبر عن اهتمامات الشعب الروسي ومصلحة الدولة، ولكن يجب أن يتم الاعتماد على المؤسسات الحكومية والعسكرية المؤهلة والمخولة باتخاذ هذه القرارات بشكل مستقل وفي إطار القانون.
وأوضح السيد أنه خلال الأيام المقبلة قد تشهد بعض التغييرات في القيادة العسكرية الروسية، ولكن يجب التأكد من أن هذه التغييرات ستكون في إطار القانون والدستور، وسيتم تعيين الأشخاص الأكثر كفاءة ومؤهلين لتولي المناصب الجديدة.
واختتم السيد تصريحاته قائلا: "على الرغم من أنه من المهم إظهار دعم الرئيس بوتن للقوات العسكرية وللدولة الروسية بشكل عام، إلا أنه يجب أيضًا ضمان احترام الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين، وعدم الانحياز لأي جانب أو مصلحة خاصة".