من مصر إلى ألمانيا.. "نورهان حسن" تحقق إنجازات علمية في مجال السرطان والبيئة
في زمن تتسابق فيه الدول للتفوق بمجالات العلوم والبحوث، تبرز شخصيات مصرية متميزة تحقق إنجازات علمية على المستوى الدولي، وتثبت قدرة المرأة المصرية على المنافسة والإبداع في مختلف المجالات.
ومن بين هؤلاء الشخصيات، الباحثة المصرية “نورهان حسن”، التي تعمل في مستشفى جامعة مونستر الألمانية، وتوصلت مؤخرًا إلى أسباب جينية وراء عدم استجابة بعض مرضى سرطان الثدي للعلاج الإشعاعي، وهو اكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لتطوير طرق علاجية أكثر فعالية لهذا المرض الخطير.
نموذج مشرف
في حديثها مع «الدستور»، تقول الباحثة في البيولوجيا الجزيئية وبيولوجيا الأورام، نورهان حسن، إنها تخرجت في كلية العلوم جامعة القاهرة في عام 2011، وحصلت على الماجستير في عام 2016، ثم أخيرًا الدكتوراه من جامعة مونستر الألمانية في عام 2023، وحصلت في السنوات الماضية على ثلاث جوائز من الجمعية الألمانية لأمراض سن اليأس والجمعية الألمانية لأمراض الثدي وكذلك الاتحاد الأوروبي للجمعيات البيوكيميائية من خلال أبحاثها العلمية.
وتوضح «نورهان» أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء حول العالم، وقد يكون من الصعب علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC) بالعلاجات التقليدية، ويستخدم العلاج الإشعاعي بشكل شائع لعلاج مجموعة متنوعة من السرطانات، بما في ذلك سرطان الثدي.
وتضيف: “(Syndecan-1) هو بروتيوغليكان كبريتات الهيباران الموجود بشكل أساسي على أسطح الخلايا الظاهرية، يظهر أن السيتوكينات المختلفة، والكيموكينات، وعوامل النمو يتم تنظيمها بواسطة Sdc-1، ويرتبط ظهوره المتزايد بتوقعات سيئة لسرطان الثدي”.
وتشرح الباحثة المصرية: “يرتبط (Syndecan-1) بحركة الخلايا وانتشارها وفقًا لأبحاث سابقة، وأظهرت النتائج الأخيرة أن التأثير على المستوى التعبيري لـ Sdc-1 تؤدي إلى انخفاض تكوّن الأوعية وعدم تنظيم مكونات مسارات عامل الأنسجة (TF)، مما يشير إلى طريق جديد للإمراض Sdc-1 الذي يؤثر على البيئة الميكروية للورم”.
وتستكمل: “أدى أيضًا انخفاض المستوى التعبيري لـ Sdc-1 إلى زيادة المقاومة الإشعاعية في الخلايا MDA-MB-231، مما يشير إلى الدور المحتمل لـ Sdc-1 في الفعالية العلاجية، وكان هدفنا في هذا البحث هو تحليل العمليات الجزيئية المتأثرة باستنفاد Sdc-1 والتحقيق في مسارات الإشارات الأساسية المرتبطة بالمقاومة العلاجية والمتأثرة بـ Sdc-1”.
نتائج ملموسة
توصلنا من خلال البحث إلى أنه قد تكون مقاومة الإشعاع المتزايدة للخلايا التي تعاني من نقص Sdc-1 بسبب تنظيم FAK وCDK6، نتيجة لذلك، قد نستنتج أن التفاعلات بين العديد من المتغيرات المشاركة في مسارات مقاومة الإشعاع وSdc-1 قد تفتح طرقًا علاجية جديدة لعلاج سرطان الثدي وتعزيز الفعالية العلاجية، وفق حديث «نورهان».
وتؤكد: «تشير نتائجنا أيضًا إلى تفاعل وظيفي جديد لـ Sdc-1 ومسار TF، والذي يتوافق مع دور المستقبل المشترك الكلاسيكي لـ Sdc-1 لإشارات السيتوكين ويفتح طريقًا وظيفيًا جديدًا لـ Sdc-1 يعزز التخثر والاتصال بالصفائح الدموية كمفتاح لانتشار النقائل الدموية لخلايا سرطان الثدي».
تشير الباحثة المصري إلى شراكاتها البحثية السابقة مع عدة باحثين في جامعات مختلفة في ألمانيا مثل جامعة بون وكولن وغيرها، هذا بالإضافة إلى مشاركة زملائها في جامعة القاهرة في عدة أبحاث مشتركة.
خبرات متنوعة
وعن دورها في جمعية جسر (GESR)، تقول: «نسعى لإقامة علاقات علمية جادة بين مصر وألمانيا من خلال عقد بروتوكولات تعاون ودورات تدريبية للكوادر المصرية ومساعدة الطلبة المصريين بألمانيا، وكذلك نسعى إلى تحقيق شراكات مستدامة بين الجامعات المصرية ونظريتها الألمانية».
أما بالنسبة لمؤتمر المناخ (COP27)، فقد شاركت الباحثة المصرية كمتطوعة في الجلسات الخاصة بالأمم المتحدة، وكانت مختصة بتقديم تقارير تفصيلية عن مجريات هذه الندوات العلمية وخاصة المتعلقة بعلوم الحياة.
تتحدث «نورهان» أيضًا عن التحديات التي واجهتها في رحلتها العملية، من حيث اختلاف الثقافة واللغة وصعوبات التعامل أحيانًا، وكذلك فهم طريقة تنظيم عملية البحث والشراكة البحثية في ألمانيا، ولكن التغلب كان دائمًا ما يرتكز على محاولة التعامل بهدوء مع كل أمر مستجد، وسؤال أهل الخبرة ثم القيام بعدة محاولات حتى تصل إلى مرادها.
وتأمل الباحثة المصرية أن تصل إلى تمثل مصر في الخارج، وتجد فرص بحثية للمصريين بألمانيا سواء من واقع عملي البحث أو على مستوى أعم من خلال جسر، موجهة نصيحتها للراغبين في الدراسة خارج مصر، بأن يتحلوا بالاعتزاز والثقة بالنفس فهم ليسوا أقل من غيرهم على الإطلاق، كما تنصحهم بمحاولة مساعدة غيرهم دائمًا، والتثبت من كل خطوة وسؤال المختصين قبل اتخاذ أي قرار.