باحث بريطانى لـ"الدستور": القراء يبحثون عما يعزز آراءهم فى مواقع التواصل الاجتماعى
تحدث الدكتور تيم بلاكمور، الأستاذ في كلية الدراسات الإعلامية في جامعة ويسترن أونتاريو، عن الآثار التي أضفتها مواقع التواصل الاجتماعي على صناعة الكتاب في العالم أجمع.
وقال "بلاكمور" في حديث خاص مع "الدستور": "بشكل عام أشعر أن الآثار سلبية، ففي حين أن هناك الكثير من القيمة الهائلة التي تأتي من هذا النوع من الوسائط المباشرة حيث يحدد الجمهور ما يريده على وجه التحديد، إلا أن المشكلات أكثر تعقيدًا، فوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تخلق أعدادًا كبيرة من الأشخاص الذين يتماشون مع الحشد وبالتالي لأنهم يحبون أصدقاءهم ويريدون "الإعجاب" بما يحبه أصدقاؤهم، ويريدون أن يكونوا مقبولين؛ غالبًا ما يقبلون ما يُمنح لهم على أنه جيد لأن شخصًا يثقون به شجعهم على تجربته".
وأضاف: "لسنوات كنا نتحدث عن كيفية يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تخلق "غرف صدى" فيها نتابع ونستمع إلى الأشخاص الذين يتفقون معنا والذين نتفق معهم، وهو ما يجعلنا عاجزين عن رؤية كتب أو أي منتجات ثقافية غريبة أو مختلفة عنا، لأننا نظن أننا نرى ما يحبه الجميع، بينما نحن قابعون في غرفنا ولا نرى ما هو خارجها".
قاعدة الأغلبية تحكم القراءة
وقال بلاكمور إنه من منظور الثقافة الجماهيرية، يمكننا تلخيص هذه المشكلة على أنها قاعدة الأغلبية التي "إذا كان الجميع لا يريدها، فلن يحصل عليها أحد"، لذلك إذا كان الجميع يريد كتابًا معينًا، فهذا ما ستحصل عليه، سواء أعجبك ذلك حقًا أم لا.
وتابع: أما إذا كان هناك أشخاص يرغبون في رؤية شيء مختلف أيضًا ولم يتم التحدث إليهم أو رؤيتهم، فمن أين سيحصلون عل هذا المختلف؟ لن تفعل وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم ذلك، ولكن يمكن لأمناء المكتبات والمعلمين والمحررين أن يرشدوهم لذلك.
في ظل وجود العديد من المقالات والتقارير حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في المبالغة في تقدير بعض الكتب والتقليل من شأن البعض الآخر، يرى بلاكمور أن هذا الدور صار إشكاليًا لأنه بقدر ما يكون محررو دور النشر "حراس بوابات"، فإن لديهم أيضًا قدرًا هائلًا من الخبرة في قراءة أشياء مختلفة، لقد قرأوا طوال حياتهم وتدربوا على ما يصنع السرد الجيد.
الكتب الأكثر مبيعًا
وأضاف: "لكن الحشد الجماعي الذي يحدد الكتب الأكثر مبيعًا يجب أن يدفعنا للتفكير ما إن كانت هذه الكتب جيدة حقًا أو تقدم أمثلة جيدة عن النوع الذي تمثله (الرومانسية، والإثارة، والخيال العلمي، والرعب، وما إلى ذلك) أم أنها أشياء تم جمعها نوعًا ما لأن الناس مهووسون بالموضات العابرة".
واختتم بلاكمور حديثه قائلًا: "نحتاج إلى أن يكون لدينا جماهير تقول ما تريده لأن هذا جزء هائل من عالم النشر الجديد، ويمكن أن يكون قوة اجتماعية جادة لكننا أيضًا نحتاج أن نكون على دراية بعالم أكبر بكثير من حولنا، بالكتب التي تأتي من جميع أنواع المؤلفين حول مختلف الموضوعات حتى نتمكن من الحصول على إحساس بالثراء المذهل للحياة البشرية".