في ذكرى رحيله واحتفال الكاثوليك اليوم.. قصة القديس توماس مور
تحيي الكنيسة الكاثوليكية في مصر اليوم الخميس 22 يونيو، ذكرى رحيل القديس توماس مور.
وتزامنًا مع ذكراه، ترصد "الدستور" أبرز المعلومات عنه.
ولد توماس مور في مدينة لندن في 7 فبراير عام 1478، لأبٍ هو "السير ﭼـون مور" وكان يعمل قاضياً، وأمٍ هي "أجنيس مور".
وتلقى تعليمه في مدرسة القديس أنطوان وهي تعتبر أفضل مدارس لندن في تلك الحقبة وأصبح محاميًا ناجحًا، وفي عام 1501 عين كنائب عمدة لمدينة لندن.
وذهب الشاب إلى أكسفورد وهو في الخامسة عشرة من عمره، وسرعان ما فتن بالأدب الكلاسيكي إلى درجة حملت والد الشاب على انتزاعه من الجامعة، لإنقاذه من أن يصبح أديبًا وبعث به لدراسة القانون في لندن. سنة 1504 اختير وهو في السادسة والعشرين من عمره نائبًا بوصفه مواطنًا حرًا في المجلس النيابي، وهناك ناقش بنجاح ضد إجراء اقترحه هنري السابع مما دفع الملك إلى أن يسجن مور فترة قصيرة.
ويفرض عليه غرامة باهظة، وبعد تركه المجلس النيابي عاد مور إلى الحياة الخاصة ونجح في مزاولة المحاماة. وعاد مرة أخرى للمجلس النيابي، وفي عام 1515 صار خطيبا لمجلس العموم.
في عام 1517 أصبح سكرتير ومستشار الملك هنري الثامن، في عام 1523 انتخب كناطق باسم مجلس العموم.
في عام 1529 أصبح وزيرًا للعدل، ولكنه استقال من منصبه في عام 1532 حينما لم يقبل طلاق الملك هنري الثامن من كاثرين، كما رفض قبول قانون السيادة أي ارتفاع مكانة الملك فوق مكانة الكنيسة.
في عام 1521 نصبه الملك هنري الثامن فارسًا وعينه وكيلًا للخزانة، وعهد إليه بمهام دبلوماسية دقيقة، وعارض مور السياسة الخارجية وكان زعيمًا للمعارضة في البرلمان، وظل يعمل رئيسًا لوزراء إنجلترا واحدًا وثلاثين شهرًا، وفي عام 1534 اتهم بالخيانة العظمى فسجن في برج لندن، حيث كتب "حوار الراحة ضد المحنة".
أثر فى تكوينه حبه للقراءة اتجه إلى قراءة تاريخ الكنيسة وسير القديسين، تحول توماس مور من المحاماة إلى خدمة الله والكنيسة، فالتحق بأحد اديرة الاباء الفرنسيسكان وأمضى فيه أربع سنوات، ولكن تفضيله الزواج على الحياة العزوبية قرر توماس مور وقف حياته لخدمة الله كعلمانيً وليس كراهبً.
فخرج من الدير وتزوج من جان كولت التي أنجبت له ثلاث بنات وصبيًا واحدًا، وبعد وفاتها تزوج من أليس ميدلتون أرملة أحد التجار الانجليز، ولم تنجب له أولادًا.
قرر توماس مور أن يعطي وقته كاملًا للوظيفة العامة في خدمة الملك، فعمل مساعدا ً لرئيس الأساقفة مورتون، وكان لهذا الفضل في تثبيت عقيدته المحافظة وتكامله وتقواه المرح.
قام مور بتأليف عدة كتب وبدأ بكتاب "تاريخ رتشارد الثالث"، ترجمت بعض كتبه إلى الألمانيّة والإيطالية والفرنسية قبل أن تظهر النسخة الإنجليزية.
في عام 1530 بدأت الخلافات تدب بين البابا "كليمنت السابع" والملك "هنري الثامن"، بسبب طلب الأخير مباركة الكنيسة لتطليقه من زوجته "كاثرين" وتزويجه بإحدى نساء البلاط الملكي وتدعى "آن بولين".
كان موقف توماس مور مؤيد لتمسُّك الكنيسة بأن يكون الزواج الكنسي مطابقاً لتعاليم الإنجيل. فرفض التوقيع مع مجموعة من مستشاري الملك على خطاب للبابا يؤيدون فيه رغبة الملك في التطليق والزواج الثاني.
على أثر ذلك تقدم توماس مور باستقالته من عضوية مجلس مستشاري الملك.
قام الملك هنري الثامن بعزل كل أعضاء الإكليروس الذين يؤيدون موقف الكنيسة بروما ضد الطلاق والزواج الثاني، كذلك إعتقال أي سياسي و رجل قانون يؤيد موقف الكنيسة الذي هو ضد رغبة الملك.
رفض توماس مور حلف القسم الذي يعطي سُلطة روحية للتاج البريطاني على الكنيسة في إنجلترا، كما أنكر علانية طلاق هنري الثامن من زوجته الشرعية كاثرين. في صباح يوم 1 يونية 1535م، مَثُل توماس مور أمام القضاء بعضوية مستشار ملكي جديد حل محل مور ويدعى سير "توماس أودلي" كذلك حضر والد آن بولين وشقيقها ليقدموا الإدعاء ضدّه بالخيانة العظمى لملك إنجلترا بعدم الإعتراف برئاسته للكنيسة وإنكار طلاقه وزواجه الثاني، كما ساقوا مواد قانونية عدّة تؤيد صحة إتهامهم.
ظل مور صامتاً طوال المحاكمة، واستغرقت هيئة المحلفين 15 دقيقة فقط لتعلنه مذنباً. حينها قال مور: "لا يمكن لرجل دنيوي (الملك) أن يكون رأساً لمؤسسة روحية (الكنيسة)".
حُكِمَ على توماس مور بالإعدام بإخراج أمعائه ثم شنقه، وهي عقوبة كانت لعامة الناس وليس للنبلاء أمثال مور.
تم تنفيذ حكم الإعدام يوم 6 يونية 1535 وأثناء وقوفه على سقالة مقصلة الإعدام قال: "الملك خادم صالح، لكن الله أولاً"، وفى عام 1935م أعلنه البابا بيوس الحادي عشر قديساً.
في عام 2000، أعلن البابا يوحنا بولس الثاني القديس توماس مور راعيًا لرجال الدولة والسياسيين.