لعنة تيتانيك.. هل تتوقف عمليات البحث عن الغواصة المفقودة "تيتان"؟
قال خبير إن فرص إجراء أبحاث مستقبلية على حطام سفينة تيتانيك تضاءلت بشدة بعد اختفاء الغواصة (تيتان) خلال رحلتها السياحية لتفقد حطام السفينة التاريخية، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
موقع تايتنيك الملعون
وقال ديفيد سكوت بيدارد، الرئيس التنفيذي لشركة معارض تيتانيك "وايت ستار ميموريز": "إن المأساة أثرت بلا شك على فرص زيارة حطام السفينة التاريخية ودراسته".
وأضاف: "لن تستطيع أي جهة إرسال غواصات مأهولة إلى موقع تايتنيك الملعون في المستقبل القريب".
وتابع "أتصور أنه سيكون ثمة تحقيق لا شك فيه بعد هذه الكارثة، وسيتم وضع قواعد وأنظمة أكثر صرامة قبل زيارة موقع الحطام"، فيما أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مخاوف أثيرت بشأن التكنولوجيا منخفضة التقنية والمثيرة للجدل لغواصة OceanGate تيتان التي فقدت خلال رحلة سياحية لتفقد حطام سفينة تايتنيك، حيث قال مهندس سابق كان يعمل في شركة OceanGate المالكة للغواصة إنه عمل على تطوير الغواصة تيتان من قبل وبعض المواد المستخدمة في إنشائها وخيارات تصميمها كانت تعتبر "مثيرة للجدل" في الوقت الذي تم إجراؤه في 2018.
وشدد على أن موقع حطام سفينة تايتنك شهد الكثير من الرحلات البحثية منذ اكتشاف الموقع عام 1985، وتم استعادة العديد من القطع الأثرية وعرضها بشكل مثير للجدل في جميع أنحاء العالم منذ ذلك الحين، لكن الرحلات السياحية المخصصة للأثرياء فقط مثل تلك التي تقدمها OceanGate هي ظاهرة أكثر حداثة.
أعماق غامضة
وقال سكوت بيدارد، موضحًا الجاذبية الدائمة للسفينة: "تجلس بشكل مهيب في قاع البحر، ومن الغريب أن تغوص في رحلة بحرية عالية الخطورة لتفقد الموقع".
وأفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بأن أعماق المحيط بعيدة المنال لدرجة أن 20٪ فقط من قاع البحر تم رسم خرائط لها، ما يعني أن إمكانية العثور على الغواصة أو حتى حطامها في هذا الجزء الهائل الغامض من أعماق المحيط أمر أشبه بالمستحيل.
وتابعت أنه من الصعب على السياح ركوب غواصة والتوجه لهذا العمق من المحيط والتعرف على عالم لم يسبق للغالبية العظمى من البشر التعرف عليه.
وأضافت أنه بالرغم أن العشرات من الرحلات الاستكشافية والبحثية وصلت لموقع حطام سفينة تايتنيك فإن هذه الرحلة هي الأولى من نوعها، حيث رصد العلماء 20% فقط من قاع المحيط، ما يعني أن نزول غواصة سياحية لمثل هذا العمق ليس بالشئ الآمن.
غالبًا ما يقول الباحثون إن السفر إلى الفضاء أسهل من الانغماس في قاع المحيط، ففي حين قضى 12 رائد فضاء ما مجموعه 300 ساعة على سطح القمر أمضى 3 أشخاص فقط نحو 3 ساعات في استكشاف تشالنجر ديب، أعمق نقطة معروفة في قاع البحر على الأرض، وفقًا لمؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات.
وقال د.جين فيلدمان، عالم المحيطات الفخري في وكالة ناسا الذي قضى أكثر من 30 عامًا في وكالة الفضاء: "لدينا خرائط للقمر والمريخ أفضل مما لدينا لكوكبنا".
وتابع "هناك سبب يجعل استكشاف البشر لأعماق البحار محدودة للغاية، تتمثل في أن السفر إلى أعماق المحيط يعني الدخول إلى عالم به مستويات هائلة من الضغط كلما نزلت بعيدًا - وهو مسعى شديد الخطورة، كما أن البيئة مظلمة مع انعدام الرؤية تقريبًا، ودرجات الحرارة الباردة شديدة".