ليس ضعيفًا أو مريضًا.. أسرار جديدة تكشفها مقبرة توت عنخ آمون
أكدت مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، أن الملك توت عنخ آمون أشهر فراعنة مصر القديمة أثار الكثير من الجدل بسبب وفاته المبكرة وما إذا كان يعاني من أي أمراض وراثية أم لا، حيث دأب الباحثون على دراسة مومياء الملك الصبي على مر العقود الماضية.
وتابعت أن البعض اقترح أن الملك الشاب كان يشرب الخمر بشراهة ويقود عجلته الحربية بسرعة كبيرة، ما أدى إلى وفاته، ولكن البعض استبعد مثل هذه النظريات.
حقائق بشأن الملك توت عنخ آمون
قالت عالمة المصريات الطبية الحيوية صوفيا عزيز لبي بي سي ساينس فوكاس خلال مهرجان شلتنهام للعلوم: "كان مثل مراهق نموذجي، يشرب وربما يقود العربة بسرعة كبيرة"، كما أوضحت أنه ربما كان تحطمت عربته الحربية بسبب السرعة والكحول، ما أدى إلى جرح توت عنخ آمون المشهور الذي أدى في النهاية إلى وفاته.
احتوت مقبرة توت على نبيذ أبيض جاف ودُفنت ست عربات معه في القبر، إلى جانب درع صدري ودروع أخرى، حيث تستشهد عزيز بهذه الأدلة على شخصية توت عنخ آمون المحاربة، وليس العكس.
وأفادت المجلة الأيرلندية، أن هذا يتماشى مع ادعاءات أخرى من المحتمل أن تكون ساق الطفل البالغ من العمر 19 عامًا قد اصطدمت بلوحة القيادة للعربة التي كانت تسير بسرعة عالية، ما تسبب في كسر يدعمه التشريح، من هذا المنطلق، تخلص عزيز إلى أن توت عنخ آمون كان على الأرجح محاربًا متمرسًا، وليس الصبي الضعيف والمريض الذي كتبه التاريخ عليه.
روايات متضاربة
وبحسب المجلة الأيرلندية، أن هذه النظرية قد تكون خاطئة نظرًا للنقوش التي صورت الملك توت على أنه ضعيف أو لديه إعاقة جسدية، حيث دفن مع 130 عصا كاملة ومجزأة من العديد من التصاميم والأشكال، ما يشير إلى أنه كان بحاجة إلى عصا المشي للمساعدة في حركته، ولكن على العكس من ذلك، كانت هناك أيضًا عصا رمي تُستخدم في الصيد المدرجة في مقببرته.
كما تحدث الدكتور كامبل برايس، أمين متحف مصر في مانشستر، عن توت عنخ آمون في نفس المهرجان، وأيد فكرة أن فكرة الملك الصبي المريض هي فكرة أسطورية غير صحيحة، حيث كانت عصا المشي رمزًا للمكانة، وأن الأسطورة حول ضعف توت ومرضه تعززت لأن الكثير من الشباب قد لقوا حتفهم في الحرب العالمية الأولى قبل وقت قصير من اكتشاف القبر، وبالتالي فإن فكرة الصبي المريض كانت منتشرة للغاية.
كما تفاقمت التكهنات حول إعاقة الملك توت بسبب حقيقة أن هناك عظمة وسطية مفقودة في إصبع القدم الثاني من قدمه اليسر، وفقًا لصحيفة ديلي ميل، حيث تؤكد عزيز، أن هذا العظم قد يكون مفقودًا بعد نقله إلى صندوق رمال، أو اعتباره تذكارًا - لا يوجد دليل يشير إلى خلاف ذلك أيضًا.
وقالت عزيز: "عندما درست توت عنخ آمون، أنا شخصياً لا أعتقد أنه كان هناك أي دليل على أنه معاق، لأنني رأيت مومياوات، حيث يبدو أن هناك قدم حنفاء، نحن نسمي هذه التغيرات بالمرضية الزائفة، حيث كانت العصي مجرد علامة على الملكية، كما تمت محاذاة ساقيه بشكل جيد - إذا كان يعاني من تشوه، وإذا كان لديه قدم حنفاء، فسيواجه صعوبة في المشي، لكن العظام الطويلة لا تظهر أي دليل على ذلك".