خبير تطوير حضارى عن قرار إنشاء "مقبرة الخالدين": نحتاج لتعميمها بكل المحافظات
وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير، وتضم اللجنة جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، على أن تكون مهمتها دراسة البدائل المتاحة، والتوصل لرؤية متكاملة وتوصيات يتم الإعلان عنها للرأي العام قبل يوم الأول من يوليو 2023.
القرار، وفق البيان الرئاسي، جاء تقديرًا لرموز الدولة وتاريخها وتراثها العريق بإنشاء "مقبرة الخالدين" في موقع مناسب، لتكون صرحًا يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، على أن تتضمن أيضًا متحفًا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء، بحيث يشمل المتحف السير الذاتية لعظماء الوطن ومقتنياتهم، ويكون هذا الصرح شاهدًا متجددًا على تقدير وتكريم مصر لأبنائها العِظام وتراثها، ولتاريخها الممتد على مر العصور والأجيال.
وفي هذا السياق، قال الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المحلية والتطوير الحضاري، إن تجربة الجمهورية الجديدة بالطبع تتطلب رؤية جديدة تتضمن التفكير في حلول، من بينها تجميع رفات الخالدين في مقبرة أسوة بما يحدث عالميًا، ففي فرنسا واليونان والنرويج يوجد متاحف بمقتنيات الخالدين لحماية التراث العريق ورموز الدولة الذين يعتبرون جزءا من تاريخها العميق، فهناك العديد من الدول التي ليس لها تاريخ ورغمًا من ذلك تمتلك تلك النوعية من المتاحف، فما بالك بمصر التى تعتبر مهد التاريخ؟!.
وأضاف حسان، لـ"الدستور"، أن الجميع الآن يريدون معرفة من هما محمود سامي البارودي وطه حسين، وكيف عاشا، فضلا عن غيرهما من الرموز الخالدة في أذهاننا، ووجود مقبرة كاملة تحمل رفاتهم ومعلومات عنهم ومقتنياتهم، وحمايتها أمر لا بد منه بالطبع.
وتابع: "الأجيال القادمة من حقها أن تدرك تاريخ وعظماء البلد، وهذا ما سيكون نتيجة قرار رئيس الجمهورية، فاشتراك كل الجهات المختصة التي أوكل إليها الرئيس المهمة أمر مهم، وبالطبع هذه اللجنة سينتج عنها الحلول".
وطالب حسان بأن يكون هناك أكثر من مقبرة للخالدين في كل محافظات الجمهورية، مشددًا على الجميع بعدم الالتفات لما يروجه الإعلام المعادي من أن هذه القرارات ليست في المصلحة العامة، وأنها خارج نطاق التطوير، وما هي إلا مجرد افتعال أزمات لا أكثر.