"أبناء وادي النيل".. 9 سنوات من الدعم المصري للسودان بقيادة السيسي
قال الباحث السيسي السوداني مجدي عبد العزيز، إن العلاقات المصرية السودانية ليست علاقة اختيار بل هي علاقة مصيرية بكل ما تحمل هذه المعاني، ونتيجة لذلك فإن القيادة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي دفعت برؤى متجددة تجاه هذه العلاقة الاستراتيجية بين السودان ومصر خرجت بأن هناك اهتمام كبير بصيانة هذه العلاقة ببرامج وسياسات ومشاريع وعناصر كثيرة جدا للتقارب السوداني المصري، فهي أبعاد استراتيجية وأبعاد تجزم بأنها مفيدة للشعبين.
وأضاف عبد العزيز في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن السودان ومصر إقليم واحد يجمعهما هذا الشريان العظيم نهر النيل، ولذلك تتواصل العلاقة بينهما في تنوع الموارد والخبرات الغنية والعلمية في شمال الوادي وكذلك مجالات التنمية في الزراعة والثروة الحيوانية، وجميعها كان دافع أساسي لبلورة هذه الرؤى المسيرة الجديدة.
وتابع: “تعتبر سنوات حكم الرئيس السيسي مسيرة خير، حيث شهدت كثير جدا من الإنجازات والدعم المصري للسودان، في عدة مجالات ومحاور”، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية السودانية تطورت بشكل ملحوظ في مشاريع البنية التحتية خاصة بالربط البري بالطرق القارية والمعابر الحدودية التي تعبر في شحنات البضائع وكذلك وسائل المواصلات.
وتابع الباحث السياسي: “ويمضي التطوير بمجال البنية التحتية في مشاريع الربط السككي بين السودان ومصر وكذلك مددت مصر بالتواصل مع السودان شرايين الكهرباء حيث يتمتع السودان الآن بخدمة الكهرباء من مصر في المرحلة الأولى والآن تتطور بعدة مراحل وآفاق جديدة”.
وتابع أن مصر قدمت للسودان الكثير خاصة في لحظات النكبات، منذ أيام أزمة فيروس كورونا كانت مصر أول الداعمين للخرطوم، بالإضافة إلى معاناة السودان بعد الثورة أزمة اقتصادية ونقص حاد بالمواد الغذائية فقامت مصر بمد السودان، حيث أنشأت جسرا جويا بين مصر والسودان من مواد وعتادات طبية وغيرها.
فيما أشار عبد العزيز، إلى أن السودانيين لن ينسوا أبدا وقفات مصر بقيادة الرئيس السيسي المتكررة بجانب السودان، أثناء الكوارث الطبيعية والفيضان والسيول حيث كانت مصر أولى الداعمين، مشيرا إلى أن جميعها فقط دلالة على أن اهتمام القيادة المصرية بالسودان، كما أن القيادة المصرية والسودانية يهتمان بالجانب الأمني حتى على مستوى المؤسسات العسكرية والأمنية.
وواصل: “كذلك يتعاون البلدان في مكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الجماعات الإرهابية، كما أن مصر تفتح يداها للعديد من السودانيين القاصدين مصر للتجارة أو الإقامة في مصر”، وأصدر الرئيس السيسي مرسوما بإعفاء السودانيين من رسوم الإقامة وإعفاء الطلاب السودانيين من الرسوم الدراسية مقارنة بالطلاب الأجانب في مصر.
وختم أن مصر ما زالت تقدم يد العون للسودان في حالة الأزمة الجارية، حيث استقبلت مصر آلاف السودانيين الفارين من ويلات الحرب نظرا للظروف المتدهورة في السودان.
السيسي يهتم بالملف السوداني
وبدوره، يقول الإعلامي السوداني “محمد إلياس”، شهدت العلاقات المصرية السودانية في عهد الرئيس السيسي تطورات كبيرة وكثيرة على مدار الأعوام التسع الماضية، في الكثير من الملفات، فخلال فترة الرئيس السيسي شهدت السودان فترة استقرار وتعزيز العلاقات بين البلدين.
وأضاف إلياس في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن السودان واجهت إشكاليات كثيرة على الحدود والمعابر الحدودية، وكان لمصر دورا كبيرا في حلها أمام السودانيين، بالإضافة إلى حجم التبادل التجاري المتطور في عهد الرئيس السيسي بين البلدين الذي وصل إلى أكثر من 2 مليار دولار.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي له رؤية متجذرة تجاه السودان لمزيد من التعاون والتواصل بين الشعبين وتعزيز التعاون في كافة القطاعات وخاصة الاقتصادية والتجارية، لافتا إلى أن الرئيس السيسي يهتم بالملف السوداني.
السودان جوهر مهم في عقيدة الدولة الراسخة
وبدوره، يقول رامي زهدي الباحث في الشؤون الأفريقية، إن فكرة دعم مصر للسودان أو دعم السودان لمصر لسنوات طويلة كانت ثابتة تقريبا منذ استقلال مصر في عام ١٩٥٢ واستقلال السودان في ١٩٥٥واستمرار الدعم المصري للدولة السودانية قائمة وكأنها شيء أساسي أو جوهر من عقيدة العلاقات الخارجية المصرية أو الأمن القومي المصري، ولكن في التسع سنوات الأخيرة بتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي فإن الدعم آخذ أكثر وضوحا وتطورا وجدية.
وأضاف زهدي، في تصريحات خاصة لـ الدستور، يمكن في عام ٢٠١٨، كان في ظروف صعبة في السودان في نهاية حكم البشير في الوقت ذاته قدرت مصر بأن تقدم دعم بعينه في كافة المجالات الصحية والغذائية وحتى في المعاملات السياسية السودانية كانت تعاني من ظروف صعبة أثناء حكم البشير إلا أن التداخل المصري كان يدعم الإرادة الشعبية، وفي عام ٢٠١٩ أيضا حصلت ثورة التغيير وتم عزل البشير، وواجهت السودان على أربع سنوات وحتى الآن ظروف معيشية صعبة في كافة الخدمات، واستمرت مصر على مدار هذه السنوات تقديم دعم في كافة المجالات وتقريبا اشتركت في الإدارة المصرية المتكاملة المتمثلة بوزارات الري والزراعة والتجارة والوزرات الأمنية عملت على دعم السودان.
وتابع أن من المحطات الهامة على مدار أكثر من مرة تكررت الفيضانات القاتلة في السودان وتدخلت مصر في تقديم كافة المساعدات الإنسانية، ودعم المرحلة الانتقالية بعد سقوط البشير والتي ساهمت مع شركاء دوليين في محاولة تحقيق مواقف سياسة وحضرت مصر أكثر من قمة دولية لاستحسان الوضع في السودان.
وأضاف أن مصر تدخلت أيضا في حل مشكلة الديون على السودان وجدولة فوائد الديون المتراكمة، بالإضافة إلى تدخل مصر لإجراءات رفع العقوبات التي كانت مفروضة على السودان.
وذكر أن مصر استقبلت أكثر من 165 ألف نازح سوداني وفي نفس الوقت يتواجد في مصر أكثر من 4 ملايين سوداني، واتفقت المنظمات الدولية وشؤون اللاجئين، أن مصر الجارة الأفضل التي قدمت دعما لاستقبال الفارين من الصراع الدائر الآن.
وأكد زهدي، أن مصر تعاملت مع السودانيين بأفضل مستوى وكأنهم مصريين، وما زالت مصر مستمرة بتوجيه الرئيس السيسي في تقديم الدعم المستمر العلمي والمعنوي والمادي للسودان في هذه الظروف الصعبة.
وأخيرا كانت المبادرة المصرية القطرية لتقديم الدعم الإنساني للشعب السوداني الذي يواجه ظروف إنسانية صعبة، حيث تدخلت مصر ولا زالت مع المؤسسات الدولية أملا في حل الأزمة في السودان، ومنها كلمة الرئيس بمجلس الأمن والسلم الإفريقي في الفترة الأخيرة، والتي أكد فيها دعم استقلال السودان وحماية مؤسسات وحماية إرادة الشعب السوداني دون تداخل في إرادة الشعب السوداني أو توجيه التعديل، وبالتالي كان السودان عبر تسعة أعوام جوهر مهم في عقيدة الدولة المصرية الراسخة.