"الإعدام ضد من يتعدى عليهم".. كيف قدس المصرى القديم الطيور؟

تعد الحضارة المصرية، من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية، حيث ارتكزت حول ضفاف النيل، وانتقلت هذه الحضارة إلى الكثير من شعوب العالم، وما زالت راسخة وعريقة وغنية بالإبداع والمعرفة وإذا فتشنا التاريخ نجد أن المصري القديم، امتاز ببصمته الأصيلة في كل المجالات، واتخذ مما حوله من أشياء وكائنات حية رموزًا ودلالات.

الطيور على جدارن المعابد 

ومن أشهر هذه الرموز عند المصري القديم، هي "الطيور" التي حظيت بمكانة كبيرة ومنزلة عالية، فنجد على سبيل المثال في اللغة المصرية القديمة، طائر السمان يرمز لحرف" وطائر البومة لحرف "م"، طائر الصقر لحرف "أ". 

ووفقًا للصفحة الرسمية لقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار على "فيسبوك"، فقد حرص المصري على تصوير الطيور على جدران المعابد والمقابر لما لها من دلالات دينية مقدسة خاصة بالعقيدة المصرية القديمة، مثل طيور أبو منجل، والصقر، والنسر.

حكم بالإعدام ضد من يتعدي عليهم بالسوء

وكان يتم تحنيط أجسادها بعد الوفاة وتكفينها كما كان يكفن البشر بلفائف الكتان، ثم وضعها داخل توابيت من الحجر أو الفخار، كما هو الحال في جبانة "تونا الجبل" التي تعد أكبر جبانة لدفن طائر أبو منجل، وكان هناك أيضاً حكم بالإعدام ينفذ ضد كل من يتعدى بالسوء على هذه الطيور".

تربية الأوز والبط في لوحة ميدوم

 كما ظهرت مناظر تربية الأوز والبط منذ عصور الدولة القديمة، فكان هناك أنواع متعددة من الأوز عند المصري القديم وهذا واضح في لوحة أوز" ميدوم" التي ترجع لعصر الأسرة الرابعة، كما ميز المصري بين خمسة عشر نوعاً من البط البري، وأنواع البط الأخرى، واستأنس أنواعاً كثيرة منها بدءاً من عصر الدولة القديمة، ونوع من الدواجن يسمى دجاج "الغرغر" أو الدجاج الفرعوني. 

ووفقًا لـ بردية "هاريس"، تم الإشارة فيها إلى مئات الآلاف من الطيور التي تم إهداؤها للمعابد مثل "إهداء 57810 حمامة، 25020 طيوراً مائية وغالبيتها أوز وبط، و160 طائراً كركياً ثلاثة أنواع و 21700 طائر سمان".

كما قدس المصري القديم، الطائر، ورمز له بالإله "حورس" هو أحد أقدم المعبودات المصرية، حيث ارتبط منذ ظهوره بالملكية وشرعية الحكم، وكان رمزًا الخير والعدل. 

كما صوّر المصري القديم، الإله حورس، على جدران المعابد، كرجل برأس صقر أو بتاج أحمر أو أبيض، رمزا للملكية في جميع أنحاء المملكة في مصر.