شبح الانكماش يطارد الاقتصاد البريطاني والتجار يتربحون من الأزمة
أفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الجميع في المملكة المتحدة أصبح الآن على دراية محبطة بـ "الانكماش"، حيث يقوم مصنعو المواد الغذائية وأدوات الزينة بتقليل حجم المنتجات مع الحفاظ على السعر كما هو.
غطاء التضخم وزيادات غير مبررة في الأسعار
وتابعت أن تجار التجزئة وصناع السلع الاستهلاكية يواجهون تكاليف أعلى بسبب كورونا والأزمة في أوكرانيا - ما أدى إلى ارتفاع أسعار المكونات والطاقة والعمالة - ولكن في كثير من الأحيان كان التجار يستغلون الأزمة كفرصة للاستفادة منها واستخدامها غطاء التضخم لفرض الزيادات غير المبررة في الأسعار.
وأضافت أن كلمة "انكماش" - التي صاغها اقتصادي أمريكي لأول مرة في عام 2015 - هي كلمة معتدلة للغاية، ولكن ما يحدث في الواقع هو شكل مخادع وخبيث من السرقة التي ترتكب على المتسوقين.
وأشارت إلى أنه نتيجة لذلك، تتضمن الرحلة إلى السوبر ماركت الآن تمرينًا جنائيًا للتحقق من الأسعار والأوزان والأحجام، ففي كثير من الحالات، يكون تصغير الحجم دقيقًا ولا يلاحظه أحد، في بعض الأحيان يتم إعادة تصميم التغليف لإخفاء التغيير.
وأفادت الصحيفة البريطانية أن البريطانيين يواجهون بشكل متزايد مجموعة محيرة من العروض للسلع مثل أقراص غسالة الأطباق ومناديل التنظيف والطريقة الوحيدة للحصول على أفضل قيمة هي فحص الملصقات التي تعرض السعر لكل عنصر أو الوزن.
وتابعت أن بعض المنتجين يغيرون من مكونات المنتجات مع إزالة المكونات باهظة الثمن أو استبدالها ببدائل أرخص، من الواضح أن الطعام لم يعد كما كان ولكن السعر هو نفسه أو أكثر، كما أن الخضروات والفاكهة ليست طازجة وأصبحت ذو جودة رديئة للغاية وبنفس الأسعار.
وأشارت إلى أن السرقة المقنعة التي تحدث في بريطانيا الآن تحت مسمى الانكماش، ستؤدي على المدى الطويل إلى تآكل ثقة المستهلكين وتدمير سمعة الشركات، إن الانكماش ليس مجرد احتيال على المتسوقين - بل إنه يخاطر أيضًا بخلق خداع حول الاقتصاد بأكمله بسبب الوهم بأن الأسعار لا ترتفع بينما هي في الواقع ترتفع، ما يعني أن معدلات التضخم التي ينشرها مكتب الإحصاء الوطني غير دقيقة أو وهمية.