وزيرة التخطيط: الحوكمة إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة
قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن الدولة المصرية تنظر إلى التنمية المستدامة بأنها الغاية التى تسعى الدول لتحقيقها من خلال تنفيذ خطتها الوطنية المتسقة مع الأجندة الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ونؤمن بأن الحوكمة إحدى الركائز الأساسية التي تعمل على تحقيق التنمية المستدامة من خلال الإدارة الجيدة للموارد، وتعزيز المساءلة والشفافية وسيادة القانون، بالإضافة إلى ضمان مشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص فى عملية التنمية، ولا يخفى على أحد أن الأزمات العالمية المتعاقبة خلال السنوات الماضية والتى دفعت عديدًا من الأشخاص إلى خط الفقر، وأثرت على كل نواحي الحياة، قد أدت إلى التأخر فى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وذلك وفقًا للتقرير الأخير الصادر فى 2022 عن الأمم المتحدة حول تنفيذ الأهداف الأممية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي لمعهد التخطيط القومي تحت عنوان "الحوكمة والتنمية المستدامة"، والذي ينظمه معهد التخطيط القومي بالتعاون مع كل من مشروع الحوكمة الاقتصادية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وكلية الشئون الدولية والعامة (SIPA) بجامعة كولومبيا. والمقام على مدار يومين 3- 4 يونيو الجاري بالقاهرة.
وتابعت السعيد، فى كلمة ألقاها نيابة عنها الدكتور خالد زكريا، مستشار وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية: "لقد أدركنا فى مصر أهمية الحوكمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فخصصنا لها محورًا كاملًا يعمل على تعزيز كفاءة وشفافية المؤسسات الحكومية ضمن استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030، وعلى الرغم من الجهود، إلا أننا ندرك أن تعزيز الحوكمة لتحقيق التنمية المستدامة ليس بالأمر الهين، ويحتاج إلى كثير من التدخلات والإصلاحات، وهو ما أكده تقرير المراجعة الوطني الطوعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2021، والذي أشرنا فيه إلى الحوكمة باعتبارها أحد التحديات التي نواجهها لتحقيق التنمية المستدامة، ولكننا نعمل بإصرار على مواجهة هذا التحدي".
وشددت الوزيرة على ارتباط إيمان الدولة المصرية بقدرتها على التغلب على التحديات الجمة التي تواجهها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ارتباطًا وثيقًا بأهمية البحوث والدراسات، وما يمكن أن تلعبه نتائجها فى صنع سياسات وتقديم إصلاحات تساعد في تعزيز الحوكمة وتحقيق التنمية المستدامة.
وأردفت: "بصفتي رئيس مجلس إدارة معهد التخطيط القومي، أشعر بالسعادة بأن جاء المؤتمر الدولي لمعهد التخطيط القومى ليتناول موضوع الحوكمة والتنمية المستدامة، وليمثل ملتقي للباحثين وصناع السياسات والخبراء لمناقشة مجموعة من القضايا الهامة التي هى محط أنظارنا كصناع سياسات، آملين أن نخرج بنتائج جيدة مبنية على أسس علمية نستطيع الاستفادة منها فى صنع سياساتنا وتقديم رؤى وبدائل تنموية مناسبة وإعداد خططنا الوطنية والمحلية".
يذكر أن المؤتمر يناقش دور الحوكمة في دعم التنمية المستدامة على ثلاثة محاور رئيسية، وهي المحور الاقتصادي الذي يركز بالأساس على تأثير الحوكمة على معدلات النمو الاقتصادي والتشغيل، والمحور الاجتماعي للكشف عن الأثر الإيجابي للحوكمة على الحد من الفقر وتحسين فعالية برامج الحماية الاجتماعية المختلفة، والمحور البيئي الذي يتناول كيفية تعزيز استجابة الحكومة لمواجهة آثار تغير المناخ والتحديات البيئية المختلفة بما ينعكس بشكل إيجابي على الأجيال القادمة.
يتم خلال المؤتمر عقد العديد من الجلسات من ضمنها جلسة نقاشية عن "دور الحوكمة في دعم التنمية المستدامة"، برئاسة الأستاذ الدكتور خالد زكريا أمين، مدير مركز السياسات الاقتصادية الكلية بمعهد التخطيط القومي ورئيس اللجنة الأكاديمية للمؤتمر، وجلسة نقاشية حول "حوكمة البيئة وتغير المناخ"، برئاسة الأستاذة الدكتورة هالة أبوعلي، نائب رئيس معهد التخطيط القومي، وبمشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، الدكتور محمود محيي الدين، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، والأستاذ الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة السابق، والدكتور علي أبوسنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة المصري، وأيضًا جلسة حوارية عن دور الحوكمة في دعم البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة بمشاركة الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي.