خبراء يوضحون أهمية وفوائد زراعة "الجوجوبا" في مصر
استهداف زراعة نحو 50 ألف فدان منه.. ذلك ما قاله رئيس هيئة تنمية الصعيد شريف صالح، عن نبات ربما لا يعرف عنه الكثيرون ألا وهو نبات الجوجوبا، وهو الأمر الذي يدعو للتساءل حول الأهمية التي يحتلها ذلك النبات والتي تجعل الدولة تتجه إلى زراعة هذه الكميات الكبيرة منه.
في تلك السطور نستعرض التفاصيل حول هذا النبات الذي سمي"الذهب الأخضر"، والأسباب الحقيقية وراء اهتمام مصر بزراعته.
يعتبر نبات الجوجوبا من النباتات البرية دائمة الخضرة، والتي قد تصل دورة حياته إلى نحو 100 عام، وربما تتجاوز الـ 200 عام، وأوراقه كثيفة تأخذ شكلاً بيضاوياً، وتشبه إلى حد كبير أوراق الزيتون، و جلدية الملمس، ومغطاة بطبقة سميكة من الشمع.
أهميته
أوضح الدكتور أحمد صلاح خبير المحاصيل الزراعية في حديثه لـ"الدستور" أن "الجوجوبا" من النباتات التي تحقق التنمية المستدامة لأهميته الكبيرة إذ يدخل في العديد من الصناعات الهامة، فهو يستخرج منه زيت شمعي يعد هو الأغلى في العالم، الذي يستخدم في كثير من الصناعات الكثيفة والصناعات المستقبلية كمحركات الطائرات وكذلك المحركات فائقة السرعة والمبيدات العضوية والدهانات كما يدخل لمستلزم إنتاج في بعض الصناعات الأخرى.
يدر عملة صعبة للبلاد
تابع الخبير أن الجوجوبا كذلك يتم تصديره للخارج للاستفادة منه في تلك الصناعات والعديد من الصناعات الأخرى، مما يدر معه عملة صعبة للبلاد ويمثل موردًا اقتصاديًا هامًا لها.
يحافظ على البيئة
من جهة أخرى أكد سمير أبو اليزيد الخبير الزراعي، أن الجوجوبا لا يعتبر هامًا فقط على مستوى الاستخدامات الصناعية المتعددة، بل أنه في الوقت ذاته يدخل بالصناعات التي تساهم في الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية من خلال العمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وضخ الأكسجين.
كما أكد أن شجرة الجوجوبا تحتاج فقط إلى 1000 م3 فقط من المياه سنويًا وهو ما يعني أنه نبات موفر للمياه، كذلك فهي نبتة مقاومة للآفات والأمراض، وتُعد نباتًا مثاليًّا للزراعة في الصحراء.
متى وأين عرفه العالم؟
عرف صناعة زيت الجوجوبا عالمياً عام 1971 في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، كما بدأ استخدامه كسلعة تجارية عام 1982، وفي عام 2019 بلغت قيمته في السوق العالمية 133.2 مليون دولار أمريكي، فيما بلغت 245.19 مليون دولار عام 2021، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة السوق حوالي 351.75 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2027 بمعل نمو سنوي مقداره 6.2%.
كما من المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب لسوق زيت الجوجوبا على مستوى العالم 7%، حيث بلغ الإنتاج الفعلي للسوق خلال عام 2021 نحو 17020 طن، ومن المتوقع خلال عام 2027 أن يبلغ 25493 طن، وتمثل مستحضرات التجميل أكبر قطاع/ صناعة في السوق العالمية لزيت الجوجوبا، حيث تمثل نحو 70% من إجمالي الإيرادات.
أين يزرع في مصر؟
يزرع الجوجوبا بشكل رئيسي في المناطق الصحراوية من العالم، لذا يعرف أيضاً باسم "ذهب الصحراء"، وإلى جانب قيمته الاقتصادية فإنه يُعد من أكثر النباتات قدرة على التكيف مع البيئة الصحراوية، ويرجع ذلك إلى قلة احتياجه إلى المياه، لاسيما وأن أوراقه لديها طبقة شمعية سميكة، وقوف أوراقه بشكل عمودي مما يقلل من تعرضها لأشعة الشمس الحارقة.
الاهتمام الأول بزراعته في مصر
انطلقت أول مبادرة من نوعها لدعم زراعة الجوجوبا في سيناء وذلك بالتعاون بين الصرح الأكاديمى الكبير المتمثل في كلية الزراعات الصحراوية جامعة الملك سلمان الدولية ومديرية الزراعة بجنوب سيناء بهدف نشر الوعى بأهمية زراعة هذا النبات على أرض سيناء، ودعم المزارع الخاصة التي بدأت بالفعل في زراعته ، والاستفادة من خبراتها لصالح جميع المزارعين العاملين في هذا النشاط.
كذلك جاء مشروع زراعة الجوجوبا بالوادي الجديد، حيث نجع مركز باريس بالوادي الجديد في يناير 2022 في زراعة 15 ألف فدان (بتكلفة 750 مليون جنيه) لإنتاج أغلى الزيوت بالعالم «زيوت الطائرات» ويضم أكبر مشتل «جوجوبا» بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى مشروع زراعة الجوجوبا بمحافظة البحر الأحمر (مستهدف زراعة 3000 فدان).
وقد تم افتتاح المرحلة الأولى من المشروع بمساحة ألف فدان باستخدام مياه الصرف الصحي المعالج ثلاثياً بمحافظة البحر الأحمر، وفقاً لبروتوكول التعاون بين المحافظة وهيئة تنمية الصعيد، الذي تم توقيعه في أكتوبر 2021، والذي يستهدف تعزيز الاستثمار في زراعة النباتات الزيتية وأبرزها الجوجوبا والجاتروفا وغيرهما، بتكلفة بلغت 138.5 مليون جنيه.
يذكر أنه وفي تقرير حديث لمركز المعلومات المصري جاء فيه أن محصول الجوجوبا يُعد أحد أبرز النباتات توافقاً مع الموارد المائية والأرضية والظروف البيئية في مصر، حيث أنه خيار استراتيجي مثالي لاستقبال الصحراء المصرية.