القادة الدينيون.. والحفاظ على البيئة
عقد المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة التابع لإقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية يومي ٢٩ و٣٠ مايو الجاري مؤتمرًا بعنوان "دور القادة الدينيين في الحفاظ على البيئة" بحضور عدد من القادة الدينيين مسيحيين ومسلمين، وعاظًا وواعظات
وافتتح الدكتور سامى فوزى، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، المؤتمر بكلمة افتتاحية رحب فيها بالجميع.
وقال في كلمته: نحن نناقش موضوعًا هامًا فى عالمنا المعاصر، إذ نقابل تحديًا يواجهنا جميعًا، حيث تتضمن مشاكل تغير المناخ تلوث المياه والهواء، بالإضافة للجفاف ونقص المياه العذبة والفيضانات بما في ذلك من تأثير على الزراعة.
وإن المعالجة تتطلب جهودًا مشتركة من رجال الدين للحد من التلوث وتشجيع الوعى البيئى والتعامل مع الطاقة المتجددة بجدية لتحسين الأوضاع، إذ يشهد الطقس حاليًا ونمط الأمطار تغيرًا ملحوظًا، فالمشكلة صارت قريبة وتهدد كل شىء من حولنا. وإن الإنسان أفسد البيئة لذلك أصبح موقف الدين هامًا جدًا من خلال زيادة الوعى فى المساجد والكنائس، والتذكير أن البيئة هى عطية من الله وبشكل عام يلعب القادة الدينيون دورًا فعالًا فى الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
كما قال الدكتور منير حنا، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية الشرفى ومدير المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة فى كلمته: لقد خلق الله الإنسان وأوكل له عمارة الأرض والحفاظ على الخليقة الجميلة، ولكن فشل الإنسان فى هذه الأمانة التي أوكلت إليه ولم يصُنها ولذلك الخليقة الآن تئن وتصرخ وذلك يأتي في أشكال متنوعة.
وإن المشكلات البيئية تتمثل في الزلازل وتغير المناخ والسيول والمجاعات والجفاف، مضيفًا: نحن نجتمع لكي نعرف أخطاءنا في عدم الحفاظ على البيئة، وكيف نعود ونعتني بالخليقة التى أعطاها لنا الله.
وتحدث الشيخ نظير عياد، رئيس مجمع البحوث الإسلامية ممثلًا عن الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الحفاظ على البيئة أمر مهم دعت إليه قيم الأديان.
فقد خلق الله الإنسان لعمارة الكون وهي فريضة دينية، لذلك يشعر الإنسان بمزيد من الحزن والأسى وينظر من حوله فيجد هذا الاختلال في عناصر الكون. والإنسان يقف حائرًا عاجزًا عما آلت إليه البيئة، والذى أدى إلى كثير من الدمار، فتلاشى كثير من عناصر البيئة كاختفاء البحار وجفاف الأنهار فى مشهد مخيف يشعرك وكأنك على مشارف انتهاء العالم.
ورغم هذه الكوارث إلا أن الأمل ما زال موجودًا.
واختتم الشيخ عياد كلمته قائلًا موجهًا توصياته للحضور: لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ولا تقطعوا نخلًا ولا شجرة، ودعونا نترك أرضًا صالحة لأولادنا ونحمى الأرض التى نعيش عليها.
وقال السفير رءوف سعد، مستشار وزارة البيئة وعضو مجلس أمناء المركز المسيحى الإسلامى للتفاهم والشراكة نيابة عن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى كلمته: هذا المجلس المُجتمِع يستحق أن ينال كل الاحترام، لأنه بهذه التركيبة الحضارية المشرفة ينتقل من الحوار التقليدي إلى التفاعل بين الأديان، إذ يحقق نقلة فى رسالة الأديان من المجال الروحي إلى المجال العملي.
وإن أمن الإنسان مثل الماء والغذاء والطاقة أصبح معرضًا للخطر. فالطبيعة غاضبة والتحديات التى نواجهها والمتعلقة بالقضايا الحياتية للإنسان باتت مهددة بفقدان السيطرة على الأرض.
وإن تغير المناخ ساهم فى إفراز اللاجئ البيئى، إما نتيجة للنزاعات أو تدهور واضطراب المناخ، هذا بالإضافة للهجرة غير الشرعية نتيجة الجرائم البيئية والجور على الطبيعة.
وقال نيافة الأنبا أرميا، أمين عام بيت العائلة المصرية ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى: إن تغير المناخ له عواقب كثيرة مثل التلوث وندرة المياه، حيث أدى ذلك إلى عواقب ومشاكل كثيرة بالإضافة لقلة الغذاء وندرته بسبب قلة المياه.
كما يوجد الآن لاجئون بسبب تغير المناخ من بلد لبلد بسبب الضرر الاجتماعي والتنموي الذى يحدث في بلادهم، معلقًا: كل إنسان له حق الحياة دون تلوث. فلا يمكن للمرء أن يتصرف دون مراعاة للآخرين، فكلنا أسرة بشرية واحدة ودورنا أن نحافظ على البيئة معًا كأفراد للعائلة البشرية.
ويحتاج الحفاظ على البيئة للتنسيق بين الدول النامية والدول المتقدمة دون تقاعس.
وقال فضيلة الشيخ أبوزيد الأمير، منسق بيت العائلة: هذا المؤتمر يصب في المصلحة العامة فإننا أمام قضية فى غاية الأهمية، فهى خطر داهم على البشرية جميعها، لذلك يعتبر دور رجال الدين دورًا توعويًا في المقام الأول، ويؤكد على أهمية الحفاظ على البيئة.
ونحن نطالب بتشريعات للحفاظ على البيئة، مما يؤدى على تخفيف الآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ، لذلك فإن دور علماء الدين في توحيد الجهود بين جميع قيادات الدولة لمواجهة التحديات التى نواجهها فى التناغم مع الطبيعة وتوجيه أبحاثنا وعلمنا للحفاظ على البيئة.
وقال المستشار عدلى حسين، محافظ القليوبية الأسبق وعضو مجلس المركز المسيحي الإسلامي: إن سلوك المجتمع هو الذي يحدد ما نصل له فى قضايا المناخ. فالبيئة في اللغة هي الحال والمنزل ودورنا حاليًا أن نعمر الأرض ونُحسن إليها ونُثمر فيها، مضيفًا: أن دور رجال الدين يعتبر عنصرًا هامًا لتوصيل الرسالة للمجتمع خاصة في الأقاليم.
وقال الدكتور جرجس صالح الأمين العام السابق لمجلس كنائس الشرق الأوسط وعضو مجلس المركز المسيحى الإسلامى: حين تُقطع الأشجار كأن إنسانًا قتل إنسانًا، ويستطيع الإنسان أن يفعل أمورًا كثيرة للحفاظ على البيئة، وإن للكنيسة القبطية الأرثوذكسية دورًا كبيرًا فى نشر الوعى البيئى من خلال تعليم طلاب اللاهوت كيفية الحفاظ على البيئة والاهتمام برفع الوعي.
وقال الأب رفيق جريش، عضو مجلس المركز المسيحى الإسلامى: إن أزمة المناخ تسببت في أضرار اجتماعية واقتصادية هائلة، كما تسببت الأعاصير فى تدمير المنازل والخسائر الجمة، ولذلك يجب أن نلتفت جميعًا للدور التوعوي الذي يجب على رجال الدين العمل عليه.