تحركات كوهين: جولة وزير الخارجية الإسرائيلي في أوروبا الوسطى.. ما الأهداف؟
توجه وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الأحد الماضي في جولة بأوروبا الوسطى تشمل النمسا وكرواتيا والمجر وسلوفاكيا، في زيارة ستسمر أربعة أيام، في رحلته السابعة إلى أوروبا منذ توليه منصب وزير الخارجية في ديسمبر الماضي.
قال “كوهين”: إن الجولة “ستعزز تعاوننا الاستراتيجي مع أصدقائنا، وتخلق فرصًا لـ”إسرائيل" لتعزيز مصالحها الدبلوماسية والاقتصادية في القارة، كما سيشارك كوهين أيضًا في اجتماع تنسيق أوسترليتز، وهو منتدى إقليمي للنمسا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك. فيما سيلتقي كوهين بخمسة وزراء خارجية أثناء رحلته.
وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي: أن “أصدقاء إسرائيل في الاتحاد الأوروبي يلعبون دورا مركزيا في علاقتنا بأوروبا الموحدة.. من التعاون الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي إلى الحرب المشتركة ضد الإرهاب والمشروع النووي الإيران”.
شبكة العلاقات الدولية
تعكس رحلات المسؤولين الإسرائيليين الأخيرة في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، أن إسرائيل تستهدف بشكل أو بآخر توسيع شبكة العلاقات الدولية وعدم قصرها على الغرب والولايات المتحدة.
حيث بدأت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف وثلاثة مسؤولين كبار آخرين في وزارتها يوم الأحد رحلة تستغرق أسبوعًا إلى المغرب، كما سيزور الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أذربيجان في أول زيارة رئاسية إسرائيلية على الإطلاق، كما أنه من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الفلبين في أوائل يونيو القادم، مما يجعله أول وزير خارجية إسرائيلي يزور تلك الدولة منذ حوالي 60 عامًا.
فضلاً عن أن معظم الدول الخمس عشرة التي زارها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الأشهر الخمسة الأولى من توليه المنصب كانت خارج أوروبا الغربية.
تشير زيارة كوهين إلى وسط أوروبا إلى السياسة الخارجية الإسرائيلية الجديدة، بينما التقى كوهين الشهر الماضي مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل، فإن الزيارة إلى كرواتيا، ومن هناك إلى المجر وسلوفاكيا والنمسا، هي إشارة إلى أن إسرائيل تدرك أن الاتحاد الأوروبي ليس مجرد أوروبا الغربية.
التوجه إلى شرق ووسط أوروبا هي استمرار للسياسة التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موضع التنفيذ قبل انهيار حكومته عام 2021، والتي كانت تهدف إلى تطوير العلاقات - التحالفات الفرعية - مع دول داخل الاتحاد الأوروبي لتعويض المشاعر المناهضة لإسرائيل داخل أوروبا الغربية، ودول أعضاء أخرى، مثل أيرلندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وإسبانيا والبرتغال.
عندما أصبح يائير لابيد وزيراً للخارجية في عام 2021 ، حاول إعادة ضبط علاقات إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي، وإلغاء التأكيد على العلاقات مع 11 دولة في وسط وشرق أوروبا التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، والتركيز أكثر على تحسين العلاقات مع دول أوروبا الغربية.
رحلة كوهين الحالية إلى كرواتيا وأوروبا الوسطى هي علامة على أن إسرائيل تحاول مرة أخرى إقامة علاقات وثيقة مع تحالفات فرعية داخل الاتحاد الأوروبي قد تكون أكثر تأييداً للسياسات الإسرائيلية وأقل انتقاداً للخطوات الإسرائيلية في بعض الأحيان، والتي يمكن أن يكون لها بعد ذلك بعض التأثير على المواقف العامة للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط.