قصور الثقافة تصدر كتابًا جديدًا عن "المعتقد الشعبي"
صدر حديثًا عن سلسلة الدراسات الشعبية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة المخرج هشام عطوة، كتاب «السحر في المعتقد الشعبي» للباحثة الدكتورة شيرين جمال الدين البرادعي.
وتكشف هذه الدراسة الميدانية قوة المعتقد الشعبي على الاستمرار والانتشار في مواجهة التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية؛ حيث ترصد الاعتقاد في السحر بمجتمعات محلية ثلاثة (حضري- ريفي- ساحلي) في ظل التحولات التي أعقبت سياسة الانفتاح الاقتصادي وشيوع الثقافة السلفية في المجتمع المصري من خلال قراءة تستند إلى ثلاث نظريات علمية، هي: الوظيفية والاتصال والتغير الثقافي، وإعادة إنتاج التراث، ومنهجين هما المنهج الفولكلوري بأبعاده الأربعة (التاريخي والجغرافي والاجتماعي والنفسي)، ومنهج دراسة الحالة وهي جزء من رسالة الدكتوراة التي قدمتها الباحثة شيرين جمال الدين البرادعي بالمعهد العالي للفنون الشعبية في تخصص المعتقدات الشعبية، وهي تشير إلى خبرة فائقة في الجمع الميداني حول موضوع شائك في فترة زمنية كثيرة التحولات.
وتتكون الدراسة من خمسة فصول يتناول الأول السحر بين المفهوم والاصطلاح من تعريف السحر وأنواعه وعلاقته ببعض المظاهر الاعتقادية مثل: الكرامة والمعجزة والكهانة والعرافة والطلاسم والشعوذة، إلى علاقته بالعلوم الأخرى، ويقدم الثاني السحرة المحترفين، ألقابهم وأعمارهم وحالتهم التعليمية وزيهم ومهنهم الأساسية، ثم طرق ووسائل تعلم السحر ودوافعهم لهذه الممارسة وتخصصاتهم ومكانتهم في المجتمع، وأخيرًا علاقتهم بالنسق الديني، وجاء الثالث بالخطوات التي يتبعها الساحر المحترف في أداء ممارساته لتحقيق أهداف عملائه عبر الاستعانة ببعض الوسائل (اختيار المكان، الطهارة، الصمت التام، الجلوس في مواجهة الممارس، والتوقيتات المناسبة للممارسة)، والأدوات المختلفة منها: الحبر والأحجبة والبخور والأثر (الأطر) والزيوت وغيرها، ثم كيفية أداء الممارسة السحرية، ويأتي الرابع بالممارسات السحرية الشعبية التي يتبعها الكثير من الأفراد والتي اكتسبوها من خلال الخبرات فيما بينهم أو بالتوارث جيلًا عن جيل مثل الوقاية من الحسد والجن والتبخير واستخدام الملح والتحصين والحمائل السحرية (القرآن الكريم، التمائم)، بينما يعرض الخامس للمعتقدين في السحر بوصفهم أحد الركائز التي يستند إليها السحر واستمراره في المجتمع.
سلسلة الدراسات الشعبية، التي تصدر عن إدارة النشر بقصور الثقافة، بأمانة الشاعر جرجس شكري، يرأس تحريرها الباحث حسن سرور، ويدير تحريرها مدحت العيسوي، وجاء تصميم غلاف الكتاب للفنانة نسرين محمود.