تخطى 1000 عام.. كنز من التراث يحتضنه متحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية
كنز من التراث تحتضنه درة العلم والثقافة مكتبة الإسكندرية، والتي تضم بين جنباتها مجموعة نادرة من المخطوطات المتنوعة، بين المصريات والديانات والعلوم بداخل مركز ومتحف المخطوطات.
أجرت «الدستور» جولة بداخل مركز ومتحف المخطوطات للتعرف على ما تضمه مكتبة الإسكندرية من كنوز التراث بجانب التعرف على ما تحتويه قاعة العرض المتحفي لمتحف المخطوطات من وثائق ومخطوطات نادرة.
بداخل قاعة العرض المتحفي المتميزة
بمركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، يوجد 120 مخطوطة متنوعة، والتي تعرض بتسلسل زمني وتتضمن برديات وكتب سماوية الديانات الثلاث، ومخطوطات في شتى العلوم.
محمد سليمان: مركز ومتحف المخطوطات يضم أكبر مجموعة خطية
يقول الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، إن القطاع الثقافي يضم العديد من الأنشطة الثقافية وعدة محاور تهدف إلى خدمة الجمهور والذي يضم جميع الفئات العمرية، مشيرًا إلى إدارة مركز ومتحف المخطوطات تضم أقسامًا مختلفة تهدف إلى التعريف بالذخائر التراثية ونوادر المخطوطاتِ والكتبِ وحفظها والعناية بها بشكل علمي سليم.
وأضاف لـ«الدستور» أن مركز ومتحف المخطوطات يضم أكبر مجموعة خطية بالإسكندرية تبلغ 6 آلاف مخطوط أصلي، في مكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى 120 ألف مخطوط مصور، ومفهرس على أجهزة الكمبيوتر للاطلاع، من خلال قاعة كاملة للمجموعة سواء للمخطوطات الأصلية أو المصورة تسمى قاعة «المخطوطات والتراث» وتم تجميع بها جميع المراجع الخاصة بالتراث العربي، بالإضافة إلى 17 ألف كتاب نادر بقسم الكتب النادرة.
وأوضح أنه في بعض المخطوطات ترجع للقرن الرابع الهجري، أي عمرها أكثر من 1000 سنة، هي مجموعة منتقاة وشديدة التنوع والخصوصية كانت في مكتبة بلدية الإسكندرية وتم إهدائها إلى المكتبة خلال افتتاحها، وكانت المخطوطات موجودة بمساجد الاسكندرية.
وأشار إلى أن مركز ومتحف المخطوطات يضم أقسام الترميم والحفظ البيئى للكتب النادرة والمخطوطات والتي تتطلب بيئة معينة للحفاظ على هذه المخطوطات والوثائق؛ من حيث درجة الحرارة، وحساب شدة الإضاءة، الرطوبة النسبية، وأن تكون الأرفف معالجة كميائيًا، والدهانات مقاومة للحريق ومعالجة ضد الفطريات للحفاظ على التراث.
تستعرض "الدستور" ما تحتويه قاعة العرض المتحفي والتي تضم 120 مخطوط نادرة كالتالي:
-المصريات: كتاب الموتى ووصف مصر
يبدأ العرض الجزء الخاص بالمصريات، بمخطوطة مشهد المحاكمة، من كتاب الموتى ترجع لـ1500 عام قبل الميلاد، وهى نسخة طبق الأصل، والنسخة الأصلية توجد بمتحف تورينو في إيطاليا، كما تعرض «بردية آني»، من كتاب الموتى وهي أكثر بردية حفظًا وتزينًا، وهي نسخة طب الأصل من النسخة الأصلية الموجودة بالمتحف البريطاني.
كما تتضمن المعروضات بردية مكتبة الإسكندرية القديمة، والتي ترجع للقرن الثالث قبل الميلاد، وهي البردية الوحيدة المتبقية من مكتبة القديمة بها 7 قصائد شعر مكتوبة باللغة اليونانية وأقدم فهرس عن البرديات التي كانت موجودة بالمكتبة وهي نسخة طبق الأصل والنسخة الأصلية الموجودة في فيينا بالنمسا.
ويوجد داخل المتحف جزء أصلي من كتاب وصف مصر، وهو الكتاب الذي يتحدث حياة المصريين الثقافية الاجتماعية الدينية، بجانب سرد عن جميع الآثار الموجودة بمصر والذي يتكون من21جزء، وتم كتابته بواسطة العلماء الذين حضروا مع الحملة الفرنسية، وتمت طباعته في باريس عام 1821.
مخطوطات الديانات
-اليهودية والمسيحية
تتضمن مخطوطتان باللغة العبرية، الكبرى مكتوبة بخط اليد. والتي تتم حفظها في قالب خشبي وترجع للقرن الـ18 والمخطوطة الصغرى مطبوعة، بالإضافة لكتاب العهد القديم نسخة فيرارا، مكتوبة بلغة اللادينو وهي مزيج من اللغة العبرية والإسبانية، والذي تم كتابته لليهود الفارين من إسبانيا إلى إيطاليا ويعود لعام 1553م وهو نسخة طبق الأصل.
كما تتضمن نسخة طبق الأصل من سفر أيوب وشرحه من الكتاب المقدس النسخة السينائية وسمي بهذا الاسم بسبب العثور عليه بدير «سانت كاترين » ويوجد 13 صفحة فقط من المخطوطة الأصلية موجودة بداخل الدير، وباقي صفحات المخطوطة موزعة بين متاحف مختلفة، بالإصافة إلى أول كتاب مقدس طبع في العالم «الكتاب المقدس طبعة جوتنبرج»، نسبة لمخترع آلة الطباعة يوحنا جوتنبرج، وله اسم آخر أيضًا «الكتاب ذو الـ42سطر» وكل صفحة بها عمودين وكل عن عمود به 42 سطر.
كما يضم أيضًا الكتاب المقدس نسخة الفاتيكان، والتي تم إهدائها لمكتبة الإسكندرية عند افتتاحها، ويرجع للقرن الرابع الميلادي، وهي نسخة طبق الأصل، والنسخة الأصلية توجد بمكتبة الرسل بالفاتيكان، بالإضافة لمجموعة من الأناجيل مكتوبة باللغة العربية، وكتاب تسهيل صعوبات الكتاب المقدس، هو تفسير الكتاب المقدس.
المخطوطات الإسلامية.. مصاحف مذهبة وكسوة الكعبة
تضم نسخ من القرآن الكريم مذهبة ومزخرفة، ما بين الصفحات والآيات زينت بماء الذهب، وحول الصفحات نفسها زينت بالأحجار الكريمة المطحونة، والتي كانت تثبت بالصمغ العربي.
تضم المخطوطات الإسلامية أيضًا مجموعة المذوقات والتي تتضمن «بردة البوصيري» وهي آبيات في مدح الرسول مزخرفة بماء الذهب، ومخطوطة الطب البديل «العلاج بالنباتات»، ومخطوطة كتاب السنن لأبن ماجه مزخرف بماء الذهب، والقرآن الكريم منمنم مزخرف بالأحجار الكريمة، فضلًا عن المخطوطات الألفية والتي تضم مخطوطتان الأولى ترجع لألف سنة وهي «الحجة في شرح القراءات السبع» وتشرح السبع قراءات للقرآن الكريم، والمخطوطة الثانية ترجع لـ1027سنة وهو معجم لغوي.
كما يضم المتحف قطعتين من كسوة الكعبة مكتوب عليها آيات من سورة الحج بخط الثلث بخيوط الذهب والفضة، وتعود لعام 1936، حيث أهدى الملك عبد العزيز آل سعود حزام الكسوة لطلعت حرب، واحتفظت بها أسرة طلعت حرب حتى أهدى احفاده القطعتين إلى مكتبة الإسكندرية عند افتتاحها.
مخطوطات العلوم والمعارف
يضم المتحف مجموعة من المخطوطات للعلوم والمعارف المختلفة منها: المنطق والفلسفة، والتي تتميز بالشروح والهوامش، تعقيبًا على الكتابة الأساسية، بجانب مخطوطات في التصوف والفلك والتنجيم ومن أهمها رسائل إخوان الصفا وهم جماعة عراقية لديهم شغف بالفلك والتنجيم وشرحوا في مخطوطاتهم الأبراج والكواكب، بالإضافة لمخطوطات العلوم الخفية والتي تتحدث عن السحر الأسود والتنبأ بالمستقبل.
وتتضمن أيضًا مخطوطات الرياضيات وأهمها تحليل الأصول الهندسية لأقليدس والمخطوطة أعاد كتابتها «الطوسي» بالإضافة إلى مخطوطات الطب وأهمها «الموجز في الطب» لإبن النفيس، والمخطوطة تجمع عدد من الأمراض وعلاج كل منها، كما يضم المتحف مجموعة من الكتب المنمنمة إهداء من مكتبة موسكو لمكتبة الإسكندرية، والتي تتحدث عن الأدب الروسي والثقافة الروسية ويتوسطها إنجيل كامل منمنم.
العرض التخيلي
من خلال شاشة ذكية يمكن للإطلاع بعض المخطوطات الموجودة بداخل متحف المخطوطات عن قرب، والتعرق على تفاصيل المخطوطات مثل قراءة مخطوطة مشهد المحاكمة من كتاب الموتى وباستخدام عدسة مكبرة يستطيع الزائر تكبير المخطوطة ومشاهدة أعمال الترميم التي تمت عليها، بالإضافة إلى مخطوطات القرآن الكريم وترجمة كل صفحة بالانجليزية والفرنسية.