أحمد فضل شبلول: الحرب فى الشرق معنية بالجانب الإنسانى الذى تخلفه الحروب
قال الكاتب أحمد فضل شبلول، خلال مناقشة رواية الكاتب دكتور زين عبد الهادي “الحرب في الشرق” بنادي أدب مصر الجديدة، إن الحرب في الشرق معنية بالجانب الإنساني الذي تخلفه الحروب.
وأوضح “شبلول”: تكشف الرواية عالم ما وراء الحرب، أو ما تخلفه الحرب من مآس وجراح وتفكك وانهيار، وفي الوقت نفسه تكشف روح التحدي والتصدي الكامنة في البشر.
وأوضح أن أن رواية “الحرب في الشرق” لا تتحدث حديثا مباشرا عن الحرب، مثلما رأينا في رواية “عاصفة على الشرق” للروائي السعودي نبيل المحيش على سبيل المثال، والتي تتناول الواقع السياسي العالمي الآن، من خلال عدد محدود من الشخصيات تكشف عما يمور به الفكر السياسي وما يدبر للشرق الأوسط.
“الحرب في الشرق” لا تتحدث عن هذا، على الرغم من أن هذا الأمر بالتأكيد لا يبعد عن فكر الراوي أو السارد العالق بين الذكريات والأحلام، والحنين والأوهام، أو عن فكر المؤلف نفسه دكتور زين عبد الهادي، ولكن أري أنها أي “الحرب في الشرق”، معنية بالجانب الإنساني الذي تخلف الحروب جراء القصف والفتك والقتل والدم والدمار والخراب، ومحاولة القضاء علي الروح الإنساني النبيل والجميل، كما رأيناه في “زينب” وجدة الطفل الراوي، وأبيه، وبالتالي فلا مجال للمقارنة بين الروايتين: “الحرب في الشرق” و “عاصفة علي الشرق” رغم تشابه العنوانين.
ولفت الشاعر أحمد فضل شبلول إلى أنه: لم يلجأ الكاتب في روايته “الحرب في الشرق” علي السرد التقليدي الخطي المعتاد، بل استثمر تقنية تشظي الزمن، أو اللعب بالزمن تقدما أو تحركا إلي الأمام ورجوعا إلي الخلف أو الاسترجاع، وتحولات المكان، فمن مساكن عمال مصنع الغزل والنسيج في “القابوطي” والتي تتكون من طابقين، إلى شقة ضيقة مساحتها 60 مترا فقط، يسكنها ثلاث عائلات في ثلاث غرف وحمام مشترك، بالمساكن الشعبية في حي العرب، وهذا الاسم الذي قد تكون له دلالة رمزية، رغم وجوده الواقعي في المدينة، تسلموها من حكومة الثورة.
من المتوقع أنه في مثل هذه الأجواء، وتكوم الأجساد على الأجساد، أن تنتشر الرذيلة وتعاطي المخدرات والعلاقات الجنسية، كما لاحظنا في روايات أخرى تحدثت عن الأحياء الشعبية وازدحام المسكان والشقق بالكتل البشرية، كما رأينا في روايات مصطفي نصر، وخاصة في سنوات التهجير، كما رأينا في رواية "الخروج" للكاتب محمد عبدالله عيسي، وهي أيضا عن خروج أهالي مدن القنال للمحافظات المجاورة بعد 1967.
ولكن كاتبنا زين عبد الهادي لم يدخل من هذا الباب، فالسارد يري أن هذا البيت الجديد يضج بحياة لا حدود لها، وموت ينتظرهم في كل خطوة. ودواعي الموت كثيرة، منها الحرب القادمة، ومنها البؤس والشقاء والمرض وكثرة الذباب الذي يهجم عليهم، وكأنه معادل موضوعي للأعداء، ورغم هذا لم يقدم لنا السارد مشهدا خارجا أو منافيا للآداب، ولا أدري أهذا يحسب للسارد، أم يحسب عليه؟